للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العربية (١):

قوله (٢):" مُتبَذلًا" يريد في بذلته، لم يجدِّد كسوته ولا استأنف لبسه (٣) كما في العيد.

"متواضِعَا مُتَضَرِّعَا": متخشعًا، فيَبْدُو عليه أثر التَّذَلُّلِ حال المُذْنِبِ الخَائِفِ، متوَسِّلًا إلى الله. والوسيلةُ: فعيلةٌ، وهي السبب الّذي يحاول به المطلوب.

وقوله: "مُتَقنِّعًا" (٤) يريد أَقْنَعَ إذا رَفَعَ رأسَهُ إلى السَّماء وصوته ويَدَيْهِ في الدُّعاء.

وقال أهلُ اللُغة: أَقنَعَ، إذا رَفَعَ رأسَهُ لا يلتفتُ.

وقوله (٥): "قَحَطَ المَطَرُ" يعني قِلَّته وانقطاعه (٦). كما يقال: زمانٌ قاحطٌ، وعامٌ قاحطٌ.

قال الإمام (٧): قحطَ المطرُ، وأَقحَطَ النّاسُ، يعني: دَخَلُوا في القَحْط.

نكتَةٌ صوفيَّةٌ (٨):

قوله (٩): "خَرَجَ مُبْتَذِلًا" يعني لم يتجمَّل كما يتَجَمَّل للعيد، والحكمة في ذلك - والله أعلم- أنّ الرَّجُلَ يخرجُ للعِيدِ بهيئته (١٠) وقد قدّم عمله ليَفِدَ بِهِ (١١) على مَوْلَاهُ، فيتجمَّل تَجَمُّلَ الوَافِدِ، والمُسْتَسْقِي يرى أنّه معتوبٌ، فيخرجُ خروجَ الذَّليلِ المتوَسِّلِ، واللهُ أعلمُ.


(١) انظرها في عارضة الأحوذي: ٣/ ٣٢.
(٢) أي قول ابن عبّاس في حديث التّرمذيّ السابقِ ذكْرهُ.
(٣) ج: "ولا يستأنف المصلّى كسوته" والمثبت من العارضة.
(٤) الّذي في جامع التّرمذيّ المطبوع مع العارضة: "مُقْنعًا".
(٥) أي قوله س في حديث أنس الّذي رواه البخاريّ (٩٣٢)، ومسلم (٧٩٢).
(٦) جـ: "وانقطاعه وزمانه" وقد أسقطنا "وزمانه" بناءً على ما في العارضة، ويحتمل أنّ يكون الصواب أيضَا: "في زمانه" بحرف الجرِّ لا بالواو.
(٧) في العارضة: "قال ابن الأعرابي".
(٨) انظرها في العارضة: ٣/ ٣٢.
(٩) أي قول ابن عبّاس في حديث التّرمذيّ (٥٥٨).
(١٠) جـ: "بهديته" والمثبت من العارضة.
(١١) جـ: "ليفدينه" والمثبت من العارضة.

<<  <  ج: ص:  >  >>