للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أجل. قال: فقام رَجُلٌ من كِنَانهً، فقال (١):

لكَ الحَمْدُ والحمدُ مِمَّنَ شَكَرْ ... سُقِينَا بوَجهِ النَّبِيِّ المَطَرْ

دَعَا رَبَّهُ المُصْطَفَى دَعْوَةً ... فأَسْلمَ مَعْهَا إليه البَصَرْ

به يُنْزِلُ اللهُ غيثَ السَّماء ... فأهدى العبادَ لذاك الخَبَر

ولم يَكُ إلَّا أنّ الْقَى الرِّداءَ ... وأَسْرعَ حتّى رأينا الدَّرَرْ (٢)

ولم يرجع الكَفّ عند الدُّعاء ... إلى النَّحْرِ حتّى أفاص الغُدُرْ

فمن يَشكرِ اللهَ يلقى المزيدْ ... ومَنْ يكفُرِ اللهَ يَلْقَ الغِيَرْ

سَحَابٌ وما في أَدِيمِ السَّماء ... سحابٌ يراهُ الحديدُ النّظر

فكانا كما قالَهُ عمُّه ... وأبيضَ يسقي الغمام الغُرَرْ (٣)

قال موسى ابن عقبة: فأمر له النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم - برَاحِلَتَيْنِ وكَسَاهُ ثَوْبَانِ.

ذكرُ الأخبار الواردة في الاستسقاء

من أخبار الأنبياء والصَّالحين والعُلماء والخُطَبَاء

الوَرِعينَ الخَائفِينَ الضّارعين إلى ربِّ العالمين

قال علماؤنا؟ الأصلُ في ذلك "قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ} الآية (٤)، فكان الخروجُ سُنَّةَ ماضيةَ وأمرًا مُجتَمَعًا عليه من الاُمَمِ السَّالفة وطريقتهم، ولا يكون (٥) الخروجُ والبروزُ إلَّا بإذْنِ الإمام، لما في الخروج للاجتماع من الآفات الدّاخلة على السُّلطان، وهي سُنَّةُ الأُمَمِ السَّالفة والقُرونِ الخالية.

رُوِيَ في الأَثَر؛ أنّ بَنِي إسرائيل قالوا لموسى -عليه السّلام-: اسْتَسْققِ لنا (٦) يا نبيّ الله، قال: تُوبُوا إلى الله وتَصَدَّقُوا. قالوا: نَعَمْ، فخرج فاستسقى، فقال: ما بالنا لم نسق؟! تُوبُوا بأّجمَعِكُم من النَّمِيمَة. قال: فَتَابُوا، فأرسلَ اللهُ عليهم الغَيْثَ (٧) فسُقوا.


(١) القائل هو أعرابي من مزينة، والابيات أوردها صاحب منال الطالب: ١٠٠.
(٢) جـ: "وأسرع رأينا مثال الدرر" وفي التمهيد.
(٣) في التمهيد: " ... يُسْقَى به ذو غُدُر".
(٤) الأعراف: ١٦٠.
(٥) من هنا إلى آخر الفقرة مقتبس من شرح ابن بطّال: ٣/ ٨.
(٦) جـ:"بنا".
(٧) ف:"المطر".

<<  <  ج: ص:  >  >>