للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدي الله تعالى. اتّبعتُم الشهوات، ولزمتم السَّيِّئات، واشتغلتم بالتِّجارات الخاسرات، وتركتم الجماعات، وصلَّيتم في غير الأوقات، ورفعتم في المساجد الأصوات، ولم تراقبوا إله السماوات. فلو راقَبْتُمُوهُ وكنتم ممَّن تتوبوا إليه وتستغفروه، لكنتم أَهْلًا للإجابة وترجوه. استغفروا (١) الله وتوبوا إليه، فإنّه يقبل التّوبة من المُذْنِبِين، ويرحم الباكين والمتضرِّعين. قال الله العظيم في مُحكم كتابه المبين، في قوم نُوح الكافرين {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} الآية (٢).

قال: فما تَمَّ من خُطْبته حتّى (٣) سُقوا.

فقال بعضىُ المريدين: لِلَّه دَرّه من خطيبٍ لبيبٍ، يقرعُ مَسَامع كلّ عبدٍ مذنبٍ مريبٍ، وأنشدوا في صِفَتِه:

لمَّا عَفَفْتَ وكلُّ النَّاسِ قد فسَقَا ... دعوتَ ربَّكَ فَاسْتَسْقَيْتَهُ فَسَقَا

لله دَرُّ خَطِيبٍ إذ دَعَا وَرَقَا ... أَضْحَتْ (٤) مزارعنا مخضرَّة وَرَقَا

وفي الحديث الحسن؟ أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ لم يعرف الله في الرَّخاء لم يعرفه في الشِّدَّة" (٥).

وفي الحديث الحسن؛ أنّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "ما مَنْ زَرع ولا (٦) ثمار إلا وعليها مكتوب بسم الله الرحمان الرحيم، هذا رزق فلان بن فلان" (٧).


(١) جـ: " ترجونها لتستغفروه".
(٢) نوح: ١٠.
(٣) جـ: "إلَّا وقد".
(٤) جـ: "عادت".
(٥) لم نجده بهذا اللفظ، ورواه هناد بن السري في الزّهد (٥٣٦)، وعبد بن حميد (٦٣٦)، والطبراني في الكبير (١١٥٦٠)، والحاكم: ٣/ ٦٢٣ "ط. عطا"، والبيهقي في الشعب (١٠٠٠٠)، من حديث ابن عبّاس بلفظ: " ... تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشِّدَّة".
(٦) "لا" ساقطة من غ.
(٧) أخرجه الخطيب في تاريخه: ٤/ ١٣٠ من حديث ابن عمر مرفوعًا، في ترجمة أحمد بن الخليل، وقال: "وقد رواه أبو علي بن عمر المذكر اليسابوري عن أحمد بن خليل، وكان هذا المذكر كذابًا معروفًا بسرقة الأحاديث، ونراه سرته من حمويه، والله أعلم" كما رواه من طريق الخطيب ابن الجوزي في العلل المتناهية: ١/ ١٥٣، وانظر لسان الميزان: ٢/ ٣٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>