للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال سفيان: عثانين الأسد: الذِّراع والجَبْهَةُ.

ورُوِيَ عن الحسن؟ أنّه سمع رَجُلًا يقولُ: طَلَعُ سُهَيلُ وبردَ اللَّيْلُّ، فكره ذلك، وقال: إنّ سُهَيْلًا لم يأت قَطُّ بِحَرٍّ ولا بَرْدٍ.

وكره مالك أنّ يقول الرَّجُل للغَيْمِ والسَّحابة: ما أَخْلَفَها (١) للمطر، وهذا من قوله وروايته (٢): "إذًا أَنْشَاَتْ بَحْرِيَّةً" تدُلُّ على انّ القوم احتاطوا فَمَنَعُوا النَّاسَ مِن الكلام فيه، إذْ هو متعلّقٌ من أمر الجاهليّة في قولهم: "مُطِرْنَا بنَؤءِ كذا وكذا" على ما مهَّدْنا.

وقال الشّافعيّ في كتابه "المبسوط " (٣) في غريب حديث النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم -، قال: هذا حديثٌ يحتملُ (٤) المعاني، وكان النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم - قد أُوْتِيَ جوامع الكلم؛ لأنّه قال: "أَصْبَحَ مِن عِبَادِي مُؤمِنٌ بِي، وكافرٌ بي، فالمؤمنُ يقول: مُطِرْنَا بفَضْلِ اللهِ ورَحمَتِهِ" وذلك إيمانٌ بالله؛ لأنّه لا يُمْطِر ولا يمنع إلّا الله وحدَهُ لا النَّوْء؛ لأنّ النَّوْءَ مخلوقٌ لا يملك لنفسه شيئًا ولا لغيره. وهذا قريبُ المأخَذ فافْهَمْ.

حديث سُفْيان بن عُيَيْنَة (٥)، عن عَمْرو بن دينار، عن عتاب بن حنين (٦)، عن أبي سعيد الخُذرِي؟ أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لو أمسكَ اللهُ القَطرَ عن عِبَادِهِ خمْسَ سِنِينَ، ثمَّ أَرْسَلَهُ، لأصبحت طائفةٌ منهم به كافرينَ (٧) يقولونَ: مُطِرْنَا بنَوْءِ المِجْدَح.

قال الإمام: هذا الحديث كحديثِ مالك سواء في المعنى.

عربية:

أمّا قوله: "بنَوءِ المِجْدَح" فإنّ الخليل زعم أنّه نَجْمٌ كانت العرب تزعم أنّها تمطر به، قال (٨): "ويقالُ أَرْسَلَتِ السَّمَاءُ مَجَادِيحَ الغَيْثِ". قال: ويقالُ: مِجْدَح ومُجْدَح بضمِّ الميم وكسرها.


(١) جى: "جعلها"، وفي التمهيد: "أخلفها".
(٢) في الموطَّأ بلاغًا (٥١٧) رواية يحيى.
(٣) أي في كتاب الأمّ: ٣/ ٣٠٥.
(٤) في الاستذكار: "محتمل"، وفي الأم: "يحتمل قوله هذا معانِيَ".
(٥) الّذي أخرجه الحميدي (٧٥١)، وأحمد: ٣/ ٧، والدارمي (٢٧٦٢)، والنّسائي في الكبرى (١٨٣٦)، وأبو يعلى (١٣١٢)، وابن حبّان (٦١٣٠).
(٦) غ، جى: "غيّاث بن حسين" والمثبت من الاستذكار والمصادر.
(٧) في النّسختين: "طائفة في كلّ فريق" وهوتصحيف ظاهر، والمثبت من الاستذكار والمصادر.
(٨) في العين: ٣/ ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>