للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له مراده في الوَجْهَيْن جميعًا، وكفاه (١) بِالتَعَرُّضِ عن التّصريح بالطّلَبِ لما كان فيه من الخشية حيث كان أمر الصّلاة إلى بيت المقدس باختياره (٢).

المسألة الثَّالثة (٣):

فيه من الفقه: أنّ نسخَ العبادةِ لا يلزم إلَّا عند البُلُوغ، ألَّا ترى أنّه اعتدَّ بما مَضَى من صلاتهم (٤) إلى بيت المقدس. وقد كان استقبالهم إليه بعد نسخ ذلك.

المسألة الرّابعة (٥):

فيه قبول خبر الواحد في مسائل الدِّين، وذلك إجماع المسلمين.

ووجهُ الجمعِ بين اختلاف الرِّواية في الصُّبح والعصر؛ أنّ الأمر بلغَ إلى القوم في صلاة العصر، وبلغ إلى قُباء (٦) في صلاة الصُّبح.

المسألة الخامسة (٧):

فيه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه لم يقدم بالبعث والإرسال إلى قُباء يُعْلِمهم بذلك حتّى يصل الخبر من قوم إلى قوله؛ لأنهم كانوا أَوَّلًا على شريعة بأمر مبلّغ، فدَامُوا (٨) عليها حتّى يصل الأمرُ الثّانى (٩)، كان ذلك من حُكمِ الشّريعة ولا يلزم التَّهَمُّم بالارسال ولا التقَدُّم بالبعث (١٠)؛ لأنّ الكُلَّ دِينٌ حتّى يترتّب على وجهه ويبلَّغ (١١) الكُلّ على طريقة المبلّغ وصفته.


(١) غ: "وعناه "، وفي العارضة: "وأغناه".
(٢) غ: "بالعرض بالتصريح فاختاره" جـ: "بالعرض عن التصريح باختياره" وآثرنا إثبات العبارة كاملة من العارضة لاعتقادنا أنّ عبارة المسالك لحقها التصحيف والسّقط.
(٣) انظرها في العارضة: ٢/ ١٣٩.
(٤) غ، جـ: "بما مضى وصلّى بهم" والمثبت من العارضة.
(٥) انظرها في العارضة: ٢/ ١٣٩.
(٦) في العارضة: "أهل قباء".
(٧) انظرها في العارضة: ٢/ ١٣٩ - ١٤٠.
(٨) في العارضة: "فهذا بقوا".
(٩) غ، جـ: "الّذي" والمثبت من العارضة.
(١٠) غ، جـ: "ولا يلزم إليهم الإرسال، ولا المتقدم والبعث" والمثبت من العارضة.
(١١) غ: "ويبلّغه".

<<  <  ج: ص:  >  >>