للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرَّجُلُ وأَوْحَى، قاله صاحب "العين" (١).

الفائدة الرّابعة:

قوله: "مِثل صَلْصَلَةِ الجَرَسِ" الصَّلْصَلَةُ وقوعُ الحديدِ على الصَّفَا، وتحقيقه: الصّوتُ المرتفعُ، ويقالُ: الصّلْصَلةُ والصّليلُ: الصوتُ (٢)، يقال: صالت أجواق الإبِلِ من العَطشِ، إذا يبست ثم شربت، فسمع للماء في أَجْوَافِها صوتًا (٣).

والجرسُ هي قطعةٌ مُجَوَّفَةٌ من حديدٍ أو نُحَاسٍ، في جَوْفِها حديدة معلَّقَةٌ تَضطَرِبُ باضْطِرَابه، إنّ كان صغيرًا فاسْمُه جرس، وإن كان كبيرًا فاسمه النَّاقوس، وخصَّ الجرس لأَنّه متدارك (٤) غير مفهوم وشديد (٥).

الفائدة الخامسة:

قوله (٦): "فَيُفْصَمُ عَنِّي" والفَصْمُ -بالفاء-: الكسر، واسْتُعْمِلَ (٧) مجازًا ههنا عن زوال الضَّيْقِ الوارد عنه - صلّى الله عليه وسلم -، وخَصَّهُ بالذِّكْر عن القَصْمِ -بالقاف-؛ لأنّ الفَصْم لا إِبانَةَ فيه، وانفصالُ جبريل -عليه السّلام- عنه كان بِنيَّةِ العَوْدَةِ (٨). قال صاحب "العين" (٩): فَصمْتُ الشَّيءَ فَصْمًا صَدَعْته من غير أنَ أبينه. وفصم الشَّيء ذهبَ، وفصمتُ العُقدَة حَلَلْتُها، ومنه قوله تعالى: {لَا انْفِصَامَ لَهَا} الآية (١٠). وفيه لغة أخرى.

قال الأصمعي (١١): يَفْصِمُ يقلعُ، ومنه قولهم: أفصم المطرُ إذا أَقْلَعَ، فيقال منه: فعلَ وأَفْعَلَ.


(١) ٣/ ٣٢٠.
(٢) انظر الاقتضاب لليعفري: ٢٣/ ب.
(٣) جـ: "صربا".
(٤) في النسخين: "متدكرد" ولعل الصواب ما أثبتناه.
(٥) في جـ زيادة: "مذموم".
(٦) في حديث الموطّأ (٥٤٢) رواية يحيى.
(٧) جـ: "ويستعمل".
(٨) انظر كتاب الألفاظ لابن السّكّيت: ٩٢ - ٩٣، ومشارق الأنوار: ٢: ١٦٠.
(٩) ٧/ ١٣٨ - ١٣٩ لم نجد الكلام التالي في العين، وإنّما وجدناه في الأفعال: لابن القوطبة: ١٤٢، فلعل لفظ "العين" تصحيف لـ: "الأفعال"، والفقرة كلها يحتمل أنّ يكون المؤلِّف - رحمه الله - اقتبسها من شرح ابن بطّال: ١/ ٥.
(١٠) البقرة: ٢٥٦.
(١١) قول الأصمعيّ مقتبس من شرح ابن بطّال: ١/ ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>