للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفائدة السّادسة:

قوله (١): "فَأَعِي مَا يَقُولُ" (٢) الوَعْيُ: هو الفَهْمُ البليغُ.

الفائدة السابعة:

قولُه (٣): "وإنَّ جَبِينَهُ" الجبينُ جانب الجبهة، ويُطلَقُ الجبينُ على الجبهة، كما في قوله تعالى: {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} (٤).

الفائدة الثّامنة:

قوله (٥): "يَتَفَصَّدُ عَرَقًا" وهو سَيلانُ المَرَاشِحِ من البَدَنِ كما يسيل الدَّمِ من البضع، وهو الشَّقُّ.

الفائدة التّاسعة:

قوله (٦): "في اليَوْمِ الشَّدِيدِ البَرْدِ" إنّما كان ذلك لِمَا كان يَلْقَى من شِدَّةِ الهَوْلِ وعَظِيمِ الكَرْبِ، مع تحقيق الفَهْم والوَعْي تحقيقًا (٧) لا يتبيَّن أحدهما، وعليه ينطلق أَيضًا قولُه تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} (٨). ولأنّه كان يأتيه في (٩) "مِثْلِ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ" يعني (١٠) قوّة صوت المَلَكِ بِالْوَحْي ليشغله، وإن كان لا يقرع مسامع الخَلْقِ، فإنّه كان يَتَفَرَّغ من كلِّ مسموعٍ سواهُ؛ لأنّه كان يشغله عن أَمْرِ الدُّنيا، ويفرِّغ حواسّه للصّوت الشّديد؛ لأنّه لم يبق في سَمْعه مكان لغير صوت المَلَكِ ولا في قَلْبِهِ (١١). وعلى مثل هذه الصِّفة تَتَلَقَّى الملائكةُ الوَحْيَ من اللهِ تعالى.


(١) أي قوله س في حديث الموطّأ (٥٤٢) رواية يحيى.
(٢) عبارة الموطّأ: "وقد وعيتُ ما قال".
(٣) في المصدر السابق.
(٤) الصّافات: ١٠٣.
(٥) في حديث الموطّأ السابق ذِكرُهُ.
(٦) في المصدر السابق.
(٧) غ، جـ: "تحقيق" ولعل الصّواب ما أثبتناه.
(٨) المزمل: ٥.
(٩) من هنا إلى بداية الفقرة الأخيرة من هذه الفائدة مقتبس من شرح ابن بطّال: ١/ ٣٦.
(١٠) هذا الشرح هو للمهلب بن أبي صفرة.
(١١) هنا ينتهي كلام المهلب، ليبدأ كلام ابن بطّال.

<<  <  ج: ص:  >  >>