للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِرَقٍ، ثمّ "الجَهْمِيّة"، وهم ثماني فرق، ثمّ "القَدَرِيّة" وهم سبع فِرَقٍ، ثُمَّ "المُرْجِئة" وهم اثنتا عشرة فرقة، ثمّ "الرّافضة" وهم خمس عشرة فرقة، ثمّ "الحَرُوريّة" وهم خمس وعشرون فرقة. فذلك اثنتان وسبعون فرقة، فهذا (١) جِمَاعُ أوصافِهم وأصولهم" (٢).

ثمّ تَشَعَّبت كلُّ فرقةٍ من هذه الفِرَقِ على فِرَقٍ، فكان جِمَاعُهَا الأصل (٣)، ثمّ اختلفت (٤) في الفروع، فكَفَّرَ بعضُهم بعضًا، وجَهَّلَ بعضُهم بعضًا وبدَّعوهم (٥).

ثمّ افترقتِ الزَّنَادِقَةُ على خمسِ فِرَقٍ، وافتَرَقَت كلُّ فرقةٍ منهم على ستِّ فرقٍ (٦)، فكان منهم "المُعَطِّلَةُ" (٧) الذين يزعمون أنَّ الأشياءَ كلَّها من غير تكوينٍ، وأنه ليس لها مُكَوِّنٌ ولا مديرٌ، وأنَّ هذا الخَلْق بمنزلة النَّبَات في الفَيَافِي والقِفَار، يموتُ منه (٨) شيءٌ ويحيى منه (٨) شيءٌ وينبتُ منه شيءٌ، وإنّما (٩) تغلبُ عليها الطَّبائع الأربع في أبدانهم (١٠)، فإذا غلبت عليه إحداهن قَتَلَتْه؛ لأنَّهم يَرَوْنَ أنّه يموتُ الصَّغيرُ ويَحْيَى الكبيرُ (١١)، لا يعرفون آدمَ، ويزعمون أنَّ آدم له أبٌ، فهم (١٢) بذلك كُفَّارٌ، تعالى الله عن قَوْلِهِم.

ومنهم "الثَّنَوِيَّة" (١٣) الّذين يزعمُون أنَّ ثَمَّةَ إِلَهَيْنِ خَالِقَيْن، أحدهما: خالقٌ للخَيْرِ والنُّور والضِّيَاءِ، والآخر: خالقٌ للشَّرِّ والظُّلْمَةِ والبلاء. وإنَّ ذلك (١٤) من قولهم أعظم الكُفْرِ والخُلُود به في نَارِ جهنّم.


(١) في التنبيه: "قهذه جملتهم".
(٢) هنا ينتهي كلام الملطي، على أن الباقي أورده الملطي وعَزَاهُ إلى خُشَيْش بن أصرم.
(٣) غ: "جماعها أصولها".
(٤) في التنبيه: "اختلفوا".
(٥) قوله: "فكفر بعضهم ... إلى قوله: وبدَّعوهم" من زيادات المؤلّف على نصِّ التّنبيه.
(٦) جـ، غ بزيادة: "وهم الروحانية"، وقد أسقطنا هذه الزيادة لاعتقادنا أنها مقحمة، وبناءً على ما في التنبيه.
(٧) انظر عنهم الملل والنحل: ٢/ ١٢٢٩.
(٨) في التنبيه: "سنة".
(٩) في التنبيه: "وأنَّها".
(١٠) في التنبيه: "أبدانها".
(١١) زاد في التنبيه: "وإنَّ أباه خلقه وخلق الأبَ أبوه".
(١٢) العبارة التالية من إضافات المؤلِّف على كلام خُشَيْشٍ في التنبيه.
(١٣) وهم " Les dualistes" انظر أخبارهم في الملل والنحل: ١/ ٦١٨.
(١٤) العبارة التالية من إضافات المؤلِّف على نصِّ خُشَيْشٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>