للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويَعْلُو رَبُّنا تبارك وتعالى على كرسِّيِه من مَكَانِه من العِزَّةِ" (١).

الطريق الخامس: حديث أبي سعيد الخُدريّ، قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيلِ الأَوَّل نزل (٢) رَبّنا إلى السَّماء (٣) الدُّنْيَا ثم أَمَر بِأَبْوَابِ السَّماءِ فتفتح، فيقول: هَلْ مِن دَاعٍ أُجِيبهُ، هل من مُسْتَغْفِرٍ أَغْفر لَهُ، هل من مُغيثٍ أُغيثُه، هل من سائِلٌ أعطيه، فلا يزال كذلك حتّى يطلع الفجرُ، ثمّ كلُّ يومٍ من الدُّنيا يَفْعَلُ كذلك" (٤).

الطريق السّادس: من حديث عبد الرحمان بن البَيْلَمَانيّ (٥) قال: "مَا مِنْ ليلةٍ إلّا ينزلُ رَبُّكُم إلى سماء، ومِن سماءٍ إلى سماءٍ، وما مِنْ سماءٍ إلّا وَلَهُ فيها كرسيّ، إذا نزلَ إلى سماء خَرَّ أهلها سجودًا حتّى يسترجع، فهذا أَتَى السَّماء الدُّنيا مَاطَتِ وارتعدت (٦) من خشية الله، وهو باسِطٌ يَدَيْه يَدْعُو: عبادي، من يَدْعُوني فَأُجِيبه، من يَتُوب إِليَّ أتوب عَلَيْه، مَنْ يستغفِرُني أَغْفِر له، من يَسأْلُني أعطيه، من يقرض غير عديم (٧) ولا ظلوم" (٨).

تنقيح:

قال الإمام: وهذه الأحاديث لا يصحُّ منها شيءٌ غير حديث أبي هريرة المُتَقَدِّم، فإنّه حديثٌ صحيحٌ متَّفَقٌ عليه (٩)، وغير ذلك لا يُلْتَفَتُ إليه، وبالله التَّوفيق.

وهذه الأحاديث مُسْتَخْرَجَةٌ من كتاب "التَّأكيد في لُزُومِ السُّنَّةِ" (١٠).


(١) أخرجه الطبرانيِ في الأوسط (٦٠٧٩) وقال الهيثمي في مجمع البحربن: ٨/ ٣٩ "لا يُرْوَى عن عبادة إلَّا بهذا الإسناد، تَفرَّدَ به عبد الرّحمن [بن المبارك العيشي] ".
(٢) جـ: "ينزل".
(٣) جـ: "سماء".
(٤) لم نجده بهذا اللفظ عن أبي سعيد، ولعلّه يقصد ما رواه مسلم (٧٥٨) برقم فرعي (١٧٢) عن أبي سعيد وأبي هريرة بنحوه.
(٥) في النّسختين: "النّسائي" وهو تصحيف، والمثبت من المصادر، انظر تهذيب الكمال (٣٧٦٢).
(٦) جـ: "وأرعدت" وفي تفسير عبد الرزّاق: "وترعدت".
(٧) في تفسير عبد الرزّاق: "عدوم".
(٨) أخرجه عبد الرزّاق في تفسيره: ٥/ ٢٩٢ [وتصحّف فيه البيلمانى إلى البيلقاني] وأورده الملطي في التّنبيه والرّدّ: ١٠٤.
(٩) يقول القنازعي في تفسير الموطّأ: الورقة ٥٤ "حديث التنَزُّل ثابت صحيحٌ، نقله الأيمّة الثّقات من أهل السُّنَّة وسلموه ولم يطعنوا فيه".
(١٠) لخُشَيْش بن أصرم.

<<  <  ج: ص:  >  >>