للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القولِ ممّا يتعلَّق بغرْضِ المسألةِ. فيتعلَّق من فَضْل قول: "الحمد" ظواهر منها، مبيِّنًا أنّ اللهَ جعلَها فاتحة كتابه، فقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (١) وآخر دَعْوَى أهل الجنّة، قال: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٢) وأوّل قول الخَلْقِ عند النُّشور والبَعْثِ، قال اللهُ تعالى: {يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ} (٣) ولأنّه مُقَدَّمٌ على دَلاَلَةِ التَّوحيد، قال الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} (٤) وأيضًا فإئه مقدَّمٌ على التّوحيد الّذي قُرِنَ بذِكْر الأنبياء، قال تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} (٥) ثمّ ذَكَرَ دَلالةَ التّوحيدِ.

وأمّا من طريق الأثر (٦) فرُوِيَ عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أنّه كان يقول إِذا قام من نومه: "الحمدُ للهِ رَبِّ العالمين"، ورُوِيَ عنه - صلّى الله عليه وسلم - أنّه قال: "من قال: سُبْحَانَ اللهِ وَبحَمْدهِ غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ." الحديث (٧).

وروي عن سعيد بن جُبَيْر؛ أنّه قال: "أَوَّلُ ممّا يُدْعَى إِلى الجنَّةِ الّذين يحمدون اللهَ على كلِّ حالٍ" (٨).

وأيضًا ما رُوِيَ عن رسول الله صلّى الله عليه أنّه قال: "مَنْ قالَ: سُبْحَانَ الله فَلَهُ عَشر حَسَنَاتٍ، ومن قال: لا إله إِلاّ اللهُ فلَهُ عِشْرُونَ حَسَنَة. ومن قال: الحمدُ لله فَلَهُ ثلاثون حَسَنَة" وعمدَتُهُم ما رُوِيَ عن النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - أنّه قال: إنّ الله اصْطَفَى منَ الكلامِ أَرْبَعًا: سبحانَ الله، والحمدُ لله، والله أكبر، ولا إله إلّا اللهُ، فمن قال: سبحان الله، كُتِبَت له عشرون حسنة، وحُطَّت عنه عشرون سَيِّئَة، ومن قال: اللهُ أكبر، فمثل ذلك، ومن قال لا إله إلَّا الله فمثل ذلك، ومن قال: الحمدُ لله ربِّ العالَمين من قبل نفسه،


(١) الفاتحة: ١.
(٢) يونس: ١٠.
(٣) الاسر اء: ٥٢.
(٤) الأنعام: ١.
(٥) النّمل: ٥٩
(٦) غ: "التّوحيد".
(٧) أخرجه الحاكم: ١/ ٦٩٩ (ط. عطا).
(٨) أخرجه ابن أبي الدنيا في الصبر (١٠٩)، والطبرآني في الكبير (١٢٣٤٥)، والحاكم: ١/ ٥٠٢ وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وأبو نعيم في الحلية: ٥/ ٦٩، والبيهقي في الشعب (٤٣٧٣) كلهم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - ... الحديث. وانظر جمع الزوائد": ١٠/ ٩٥، وسلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (٦٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>