للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَاللهُ أَعلَمُ - بِمَنْ يُكْلَمُ في سَبِيلِهِ" الحديث. فعيل بمعنى فاعل أو مفعول.

الصِّنف الثّاني (١): قوله "وَالمَطعُونُ شَهِيدٌ".

قيل: هو الّذي مات في الطّاعون ولم يفرّ منه، وبقي مستسلمًا لأَمْرِ اللهِ، راضيًا به.

وقيل: هو الّذي أصابه الطّعن، وهو الوجع الغالب الّذي يُطْفِىء الرُّوح، كالذّبحة وغيرها، وقد كشف النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم - الغطاء فيه في "الموطّأ" (٢) من طريق أسامة، قال النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم -: "الطَّاعُونُ رِجْزٌ أُرسِلَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُم" وإنّما سُمِّيَ طاعونًا لعموم مصابِهِ وسُرعَةِ قَتلِهِ، فيدخل فيه مثله ممّا يصلُح اللَّفْظ له، وسيأتي بيانُه في كتاب الجامع إنّ شاء الله.

الثّالث: الغريق

إذا لم يغدر (٣) فهو شهيدٌ، ولا خلافَ فيه.

الرّابع: المبطون

وهو صاحب دَاءِ البَطْنِ، وهو المجبون (٤) المنخرق الجوف.

الخامس (٥): صاحب ذات الجَنْبِ

وفي الحديث: "إِنَّهَا نَخسَةٌ مِنَ الشَّيطَانِ" (٦) فعلى هذا يكون قَتِيلًا: إلَّا أنّ المطعون بمنزلة الّذي يموتُ في المعترَك، وذو الجَنْبِ بمنزلة الّذي يرجع من المعترك فيعيش أيّامًا.

السّادس: الحريق

وهو الّذي يموتُ بالنّار في دار الدُّنيا، فأخبرَ النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم - أنّه شهيدٌ.

السّابع:

وهو الّذي يموت تحت الهَدْمِ، ولا خلافَ فيه أنّها له شهادة.


(١) انظره في العارضة: ٤/ ٢٨٥.
(٢) الحديث (٢٦١٢) رواية يحيى.
(٣) كذا.
(٤) كذا.
(٥) انظره في العارضة: ٤/ ٢٨٥.
(٦) أخرجه ابن أبي شيبة (٣١٤٩٦) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>