للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنبيه على وَهَمٍ:

قال بعضىُ الغافلين: إنّ الحُمَّى حظُّ كلِّ مؤمنٍ من النّار، فهو مستثنى من هذا القَسَم، وهذه غَفْلَةٌ عظيمةٌ، لابدّ لكلِّ أحد من الجوازِ على الصِّراطِ فتلفحه النَّارُ.

تنبيه آخر:

قوله: "إلا تَحِلَّةَ القَسَمِ" ظنَّ بعضُ الجَهَلَةِ من النَّحْويِّين أنَّ القَسَمَ هو ما دلّت عليه حروفه المعلومة في كتب النحو، وليس كذلك، وإنّما القَسَمُ: كلّ معنى في النَّفس ممّا يتعاطى من الأفعال والأقوال ممّا انعقدت عليه في النَّفسِ عزيمته، كقولك: إنّ دخلت إليك فلا دِرْهَم، فهذا قَسَمٌ وشرطٌ وعَقدٌ بيِّنٌ، وهذا أمرٌ معلومٌ.

حديث مَالِكٍ (١)؛ أنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارِ، عَنْ أِبي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلّى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَا يَزَالُ المُؤْمِنُ يُصَابُ في وَلَدِهِ وَحَامَّتِهِ، حَتَّى يَلْقَى الله وَلَيْسَت لَهُ خَطِيئَةٌ".

الإسناد:

قد ذكر أبو عمر في "التّمهيد" (٢) مَنْ وصلَ هذا الحديث ومَنْ أَسْنَدَهُ، فجعلَهُ عن مالكٌ، عن ربيعة، عن أبي الحباب، عن أبي هريرة (٣).

الفوائد المنثورة فيه:

الفائدةُ الأولى (٤):

أمّا قوله فيه: "وَحَامَّته" فقد رَوَى ابنُ حبيب عن مالكٌ، قال: حامَّته: ابن عمه


(١) في الموطّأ (٦٣٣) رواية يحيى.
(٢) ٢٤/ ١٨٠.
(٣) يقول ابن عبد البرّ: "هكذا جاء هذا الحديث في الموطّأ عند عامّة رواته، وقد حدّثنا خلف بن قاسم - رحمه الله - قال حدّثنا عبد الله بن جعفر بن الورد، حدّثنا علي بن سعيد بن بشير الرّازي، حدّثنا عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي، حدّثنا معن بن عيسى، حدّثنا مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرّحمن، عن أبي الحُباب، عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: ... الحديث.
قال أبو عمر: لا أحفظه عن ربيعة عن أبي الحباب إلّا بهذا الإسناد، وأمّا معناه فصحيح محفوظ عن أبي هريرة من وجوه" قلنا: انظرها عند أحمد: ١٣/ ٢٤٨ (ط. الرسالة) والترمذي (٤٩٤).
(٤) هذه الفائدة منتقاة من التمهيد: ٢٤/ ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>