للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عائشة (١)، وحديث الِمسوَر بن مَخْرَمَة (٢)، ورُوِيَ اْيضَا مُرْسَلًا".

الفوائد المنثورة في هذا الحديث:

وهي واحدة (٣):

قوله: "الْمُصِيبَةُ بِي" نعم؛ لأنّه لم يُصب المسلمونَ (٤) بعدَهُ بمثلِ المصيبةِ به، وفيه العَزَاء والسَّلوى، وأيُّ مصيبةٍ أعظمُ من مصيبةِ منِ انقطعَ بمَوْتِهِ وحيُ السَّماء، ومَن لا عِوَضَ منه رحمةً للمؤمنين، وقضاءً على الكافرين والمنافقين.

ورُوِي عن طائفة من الصّحابة أنّهم قالوا: ما نَفَضْنَا أيدِينَا من تُرابِ قَبْرِ رسولِ الله - صلّى الله عليه وسلم - حتّى أنكرنا قلوبنا، فأيُّ مصيبةٍ أعظم من هذا! ولأبي العَتَاهِية (٥):

وإذا ذكرتَ محمدًا ومُصابه ... فاجْعَلْ مُصَابَكَ بالنَّبَيّ محمّد

وله أيضًا (٦):

لكلِّ أخي ثُكلٍ عَزَاءٌ وأُسْوَةٌ ... إذا كان من أهل التُّقى بمحمد (٧)

وله أيضًا (٨):


(١) أخرجه ابن ماجه (٥٩٩) وابن عبد البرّ في التمهيد: ١٩/ ٣٢٤ - ٣٢٥.
(٢) أخرجه ابن عبد البرّ في التمهيد: ١٩/ ٣٢٤.
(٣) هذه الفائدةُ مقتبسة من الاستذكار: ٨/ ٣٣٦.
(٤) في الاستذكار: "ونعم العزاءُ فيه لأُمَّتِهِ، فما أصيبَ المسلمون".
(٥) في ديوانه الّذي صنعه لويس شخو وسماه "الأنوار الزاهية في ديوان أبي العتاهية" والغريب أنّ الميِّتعصب الهالك لويس شخو لم يطق أنّ يرى اسم نبيّنا محمّد - صلّى الله عليه وسلم - فحرَّف البيت تحريفًا كاملًا في صفحة ٧٥ فقال:
وإذا ذكرتَ العابدين وذُلَّهم ... فاجعل ملاذَكَ بالإله الأوحد
وعن شيخو وجماعته يقول شيخ شيوخنا أحمد شاكر في أثناء تحقيقه لكتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة: "وديوانه [أي ديوان أبي العتاهية] معروف، طَبَعَهُ الأدباء اليسوعيين بمطبعتهم في بيروت سنة ١٨٨٦، وهم قوم لا يوثق بنقلهم، لتلاعبهم وتعصبهم وتحريفهم، ولكن هذا الّذي وُجدَ بأيدي النّاس".
قال محمّد السليماني: وفي أثناء العلّيق على هذا الموضع من المسالك كنت في الديار الإيطالية، فتطلّبتُ طبعة الأستاذ شكري فيصل -رحمه الله- فلم أجدها، فاضطررت للرجوع إلى طبعة الهالك، والله المستعان.
(٦) في الأنوار الزاهية: ٧٥.
(٧) في الاستذكار: "في محمّد".
(٨) في الأنوار الزاهية: ٢٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>