للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ركَنَّا إلى الدّنيا الدَّنية بعدَه (١) ... وكَشَّفَتِ الأطماعُ منّا المسَاوِيَا

حديث مالك (٢)، عَن رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْج النَّبِيِّ - صلّى الله عليه وسلم - أَن رَسُولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبةٌ فَقَالَ كَمَا أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (٣) اللَّهُمَّ أَجرني في مُصِيبَتِي، وَأعقِبِني خَيرًا مِنْهَا، إلَّا أَعْقَبَهُ اللهُ خَيرًا مِنْهَا" فَقَالَت أُمَّ سَلَمَةَ: فَلَمَّا تُوُفَّيَ أَبُو سَلَمَةَ قُمتُ ذَلِكَ، ثُمَّ قُلتُ: وَمَن خَيرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَة؟ فَأعقَبَهَا اللهُ رَسُولَهُ فَتزوَّجَهَا.

الإسناد:

قال الإمام: هذا حديثٌ مُرسَلٌ، ويُسْنَدُ من طرق صحاح (٤)، وقد خرّجه الأيمة مسلم (٥) والبخاري (٦)، والحديث صحيحٌ له طُرقٌ كثيرةٌ.

وفيه ثلاث فوائد:

الفائدةُ الأولى (٧):

في هذا الحديث تعليم (٨) ما يقالُ عند المصيبة، وهو قولٌ ينبغي لمن أصيب بمصيبة في مالٍ أو جسمٍ (٩) أنّ يقتصرَ على ذلك، وعليه أنّ يفزعَ إليه تَأَسِّيًا بكتاب الله وسُنَّةِ رسولِهِ.

الفائدةُ الثّانية (١٠):

قوله: "إِلَّا فَعَلَ اللهُ ذَلِكَ بِهِ" أي آجَرَهُ في مُصِيبَتِهِ وأَعْقَبَهُ منها الخيرَ، كما قال: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا} (١١).


(١) في الأنوار: "ضِلَّةً".
(٢) في الموطّأ (٦٣٥) رواية يحيى.
(٣) البقرة: ١٥٦.
(٤) انظرها في التمهد: ٣/ ١٨١.
(٥) في صحيحه (٩١٨).
(٦) لم نجده في صحيح البخاريّ.
(٧) هذه الفائدةُ مقتبسة من الاستذكار: ٨/ ٣٣٨.
(٨) "تعليم" زيادة من الاستذكار.
(٩) في الاستذكار: "حميم".
(١٠) هذه الفائدةُ مقتبسة من الاستذكار: ٨/ ٣٣٨.
(١١) النمل:٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>