للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثّاني: قوله: "دَخَلَتُ الجَنَّةَ فأخَذتُ مِنْهَا عُنْقُودًا".

الثّالث: قوله: "اطَّلَعتُ في الجَّنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْمَسَاكِين، وَاطَّلَعْتُ في النَّارِ فَرَأَيتُ أَكثَرَ أَهلِهَا النِّسَاء".

الرّابع: قوله: "حُفَّتِ الجَنَّةُ بِالمَكَارِهِ، وَحُفِّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ".

الخامس: أدلّة الكتاب قوله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} الآية (١). وقوله تعالي: {وَيَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} (٢).

الفائدةُ الخامسة (٣):

في هذا الحديث دليل (٤) على من استدلَّ بهذا الحديث أنّ الأرواح على أَفْنِيَةِ القُبور، وهذا أصحّ ما ذهب إليه في ذلك. والله أعلم.

والمعنى عندي: أنّها قد تكون على أفنية القبور، إلَّا اْنّها لا تدوم (٥) وتفارق الأفنية، بل هي كما قال مالك؛ أنّه بلغه أنّ الأرواح تسرحُ حيث شاءت. وعن مجاهد؛ أنّ الأرواح على القبور سبعة أيّام من يوم دَفْن الميِّت، لا تفارق ذلك. واللهُ أعلم.

حديث مَالِك (٦)، عَن أِبي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - قَالَ: "كُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ الأَرضُ، إِلاَّ عَجْبَ الذَّنَبِ، مِنْهُ خُلِقَ، وَفِيهِ يُرَكَّبُ".

الإسناد:

هذا الحديث صحيح مُسنَدٌ مشهور عن النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم -.

وتابعَ (٧) يحيى قوم على قوله: "تأكُلُهُ الأَرْضُ"، وقالت طائفة: "يَأْكُلُهُ التُّرَابُ" والمعنى واحد متقارَبٌ.

العربية:

قال أهل العربية: قد يروى: "عَجبُ الذَّنَبِ" وَ"عَجْمُ" كما يقال "لاَزِب"


(١) غافر: ٤٦.
(٢) الأعراف:١٩.
(٣) هذه الفائدةُ مقتبسة من الاستذكار: ٨/ ٣٥٤ - ٣٥٥.
(٤) غ: "فيه دليل".
(٥) جـ: "القبور لأنّها لا تدوم" وفي الاستذكار: "قبورها لا على أنّها لا تدوم".
(٦) في الموطّأ (٦٤٢) رواية يحيى.
(٧) هذه الفقرة مقتبسة من الاستذكار: ٨/ ٣٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>