للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرّابعة:

فيه وجوب التّبليغ عن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -، وذلك قوله: "خرجتُ لأخبركم" كما قال: "بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيةً" (١).

الخامسة:

فيه جواز النَّسخِ قبل العَمَل، خلافًا للمبتدعة (٢)، وقد رفع اللهُ ليلة القَدْرِ بعد إنزالها وقبل الإعلام بها.

السّادسة:

قوله: "وعَسَى أنّ يكونَ ذلك خيرًا لكم" يريد أنّ كون الخير غير مقطوع به، وإن كان بلفظ التّراخي، لقوله: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} الآية (٣).

السّابعة:

قوله: "رُفِعَتْ" معناه أي نسيتها، أي رفع علمي بها، وقد جاء عن النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "لقد أَذْكَرَنِي آيَةً كنتُ أنُسيتُها" قال ذلك لرَجُلٍ سمعه يقرأ (٤)، معناه: رفع علمي بها (٥).

والصّحيح أنّها في العشر الاواخر من كلِّ رمضان، إِلَّا أنّها تنتقل في العشر، فتارة تكون إحدى وعشرين، وتارة تكون ليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين، فمن وافقها فقد سعد، والله يكشفها لمن يشاء من عباده.

وقال عبد الوهّاب (٦): "ليلة القدر هي غير مرتفعة بموت النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم -، خلافًا لمن قال: إنها زائلة (٧)، لقوله: "الْتَمِسُوها في العَشْر الأَوَاخِر" (٨) فعمَّ كلّ وقتٍ، ولأنّها من شعائر الدِّين والإِسلام كشعائر سواها" (٩)، وليس فيها تعيينٌ كما بيَّنَّا قبلُ.


(١) أخرجه البخاريّ (٣٤٦١) من حديث عبد الله بن عمرو.
(٢) وهم المعتزلة كما صرح المؤلِّف في المحصول: ١/؟.
(٣) البقرة: ٦٣/ ١.
(٤) أخرجه مسلم (٧٨٨)، والبخاري (٢٦٥٥، ٥٠٣٧) من حديث عائشة.
(٥) غ: "قوله: رفعت" معناه أي نسيتها، أي رفع علمي بها، وقد جاءت مبينة لقوله -عليه السّلام-: "نسيتها" معناه أي نسيتها، أي رفع علمي بها، كما قال النّبيُّ -عليه السّلام-:"آية كذا وكذا" معناه لم يخف عليه بها.
(٦) في الإشراف: ١/ ٤٥١.
(٧) غ، جـ: "قالها إذا ثبت" والظّاهر أنّه تصحيف، والمثبت من الإشراف.
(٨) أخرجه البخاريّ (٢٠١٩)، ومسلم (١١٦٩) من حديث عائشة.
(٩) في الإشراف: "كسانر الشعائر" وهي أسدّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>