للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لإحرامه (١) طِيبًا لا يشبه طِيبكُم" (٢).

وقد وقع في الصَّحيح من حديث عائشة قالت: "كنت أُطَيِّبُ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم -" (٣). ورُوِيَ: "كنت (٤) انظر إلى بياض الطِّيب" (٥). ويُرْوَى: "وبِيصَ (٦) الطِّيب في مَفْرِقِ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وهو مُحرِمٌ" (٧).

المسألة الثَّانية (٨):

اختلف النّاس اختلافًا كثيرًا متباينًا، فالشّافعيّ (٩) من فقهاء الأمصار رأى أخذ الحديث بظاهره، وانتهت الكراهية بقوم فيه لأَنْ يقول عالِمُهُم (١٠): "لأَنْ أُطْلَى بقَطِرَانٍ أَحَبُّ إليَّ من أنّ أُصبِحَ مُحرِمًا أَنْضَخُ طِيبًا" (١١).

واختلف العلّماء في هذا الحديث على أربعة أقوال:

- فمنهم من قال: كان ذلك خصوصًا للنّبىِّ عليه السَّلام.

قلت: وهذا حسنٌ قويٌّ في النَّظر (١٢)، وذلك أنّ النَّبىَّ - صلّى الله عليه وسلم - فيما روي عنه من الآثار، وقامت عليه الأدلَّة من سائر الأخبار، أنّه قال: "حُبِّبَ إليَّ مِنْ دُنْيَاكُمْ ثَلَاثٌ (١٣) ... " (١٤)


(١) في المنتقى: "قالت: طَيَّبْتُ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - لإحلَالِهِ وطيَّبتُه لإحرامه".
(٢) أخرجه النّساني في الكبرى (٣٦٦٨).
(٣) أخرجه البخاريّ (٥٩٢٣)، ومسلم (١١٩٠).
(٤) لعلّ الصّواب: "كأنّي".
(٥) لم نجد هذه الرِّواية في المصادر الّتي استطعنا الرجوع إليها.
(٦) الوبيصُ هو البريق، انظر غريب الحديث لابن سلام: ٤/ ٣٣٣، ومشارق الأنوار: ٢/ ٢٧٧.
(٧) أخرجه البخاريّ (٢٧١)، ومسلم (١١٩٠).
(٨) انظرها في القبس: ٢/ ٥٥١ - ٥٥٣.
(٩) في الأم: ٣/ ٣٧٦ - ٣٧٩ (ط. نوزي).
(١٠) وهو عبد الله بن عمر.
(١١) أخرجه البخاريّ (٢٧٥)، ومسلم (١١٩٢) عن محمّد بن المنتشر عن أبيه.
(١٢) وإلى هذا التّرجيح أشار ابن حجر في فتح الباري: ٣/ ٣٩٩، والخيضري في اللفظ المكرم: ١/ ٣٩٧ - ٣٩٨.
(١٣) يقول ابن حجر في تلخيص الحبير: ٣/ ٢٤٩ "لم نجد لفظ ثلاث في شيء من طرفه المسندة".
(١٤) أخرجه أحمد: ٣/ ١٢٨، ١٩٩، والنّسائي: ٧/ ٦١ من حديث أنس مرفوعًا، قال الحاكم في المستدرك: ٢/ ١٧٤ "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" وحسَّن ابن حجر إسناده في التَّلخيص.

<<  <  ج: ص:  >  >>