للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنّه مثنّى، بدليل قلبها ياءًا مع المُضْمَر (١)، وأكثر النَّاس على مذهب سِيبَوَيْه.

وقال ابنُ الأنباري (٢): "ثَنّوا (٣) "لبَّيْك" كما ثَنّوا (٤) "حنانيك"، أي تحنينا بعد تحنين (٥).

وأصل لبَّيْك: لبيك، فاستثقلوا الجمعَ بين ثلاث باءات، فأبدلوا من الثّالثة ياءً

كما قالوا في الظَّنِّ: تظنَّيت، والأصل: تظَنَّنت، والأصل: تظَنَّنت، قال الشاعر (٦):

يذهَبُ بِي في الشِّعرِ كلَّ فَنِّ ... حتَّى يردَّ عني التَّظَنِّي

أراد التَّظنُّن.

واختلف العلّماء من أهل اللُّغة في معنى "لَبَّيْك".

فقيل: اتِّجاهي (٧) وقصدي إليك، مأخوذ* من قولهم: داري تُلِبُّ دارَكَ، أي تواجهها.

وقيل: معناها محبتي لك، مأخوذ* (٨) من قولهم: امرأةً لَبَّةٌ، إذا كانت مُحِبَّةٌ لولدها عاطفةٌ عليه.

الثّالث - قيل: معناها إخلاصي لك، مأخوذ من قولهم: حَسَبٌ لباب (٩)، ومن ذلك لُبُّ الطّعام ولُبابُه.

الرَّابع - قيل (١٠): معناها أنا مقيم على طاعتك وإجابتك، مأخوذ من قولهم: قد


(١) في المعلم: "ياء مع المظهر" وهو الّذي صوّبه الشّيخ النيفر وخطّأ باقي النُّسخ الّتي توافق ما لدينا، وتوافق أيضًا ما في إكمال المعلم لعياض: ٤/ ١١٧ نقلًا عن المعلم.
(٢) انظر رأي يونس وسيبويه في لسان العرب مادة "ل ب ب".
(٣) في الزّاهر: ١/ ١٠٣، ١٠٠، ١٠١ (ط. الرسالة) وعبارته: "وقال الفراء: لا واحد للبّيك ... ومن ذلك قولهم: حنانبك، معناه: رحمتك الله رحمة بعد رحمة". والظّاهر أنَ المازرى اعتمد على ابن الأنبارى.
(٤) جـ: "تقرأ".
(٥) في العلّم: "أي تحننا بعد تحنّن".
(٦) هو أُميَّة بن كعب كما في الوحشيات:١٩٩ ورد بلا غَزْوٍ في تفسير الطّبريّ: ٣٠/ ٢١٢، والخصائص: ١/ ٢١٧.
(٧) غ، جـ: " ... ليبك إيجابي" والمثبت من المعلم.
(٨) ما ببن النجمتين ساقط من النسختين بسبب انتقال نظر ناسخ الأصل عند لفظ "مأخوذ" وقد استدركنا
النقص من المعلم.
(٩) تتمة الكلام كما في المعلم: "إذا كان خالصًا محضًا".
(١٠) القائل هنا هو ثعلب فيما سمعه منه ابن الأنباري في الزاهر: ١/ ٩٩ (ط. الرسالة).

<<  <  ج: ص:  >  >>