للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسألة الخامسة (١):

قوله (٢): "فَوَجَدُوا في بَرْدَعَةِ رَجُلٍ" هي الفراش المبطن (٣).

وقوله (٤): "فَأَتَاهُم رَسُولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - فَكبَّرَ عَلَيْهِم كَما يُكَبَّرُ عَلَى المَيًتِ" يحتمل أنّ يكون فعل ذلك - صلّى الله عليه وسلم - على وجه الزَّجْرِ عن مثل ما وجد عندهم من الغلول (٥)، ولعلّه قد أشار بتكبير أربع، أنّ حكمهم حكم الموتى الّذين لا يسمعون الوعظ، ولا يمتثلون الأوامر، ولا يجتنبون النّواهي، قال الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ} الآية (٦).

ويحتمل أنّه أشار بذلك إلى أنّهم بمنزلة الّذين انقطع عملهم (٧).

المسألة السّادسة (٨):

قوله (٩): "وإنّ الشَّمْلَةَ لَتَشْتَعِل عَلَيهِ نَارًا" ظاهر هذا يقتضي أَنّها تشعل عليه؛ لأنّه أخذها من المغانم قبل قسمتها وإنَّما أخذها غلولًا.

ويحتمل أنّه أخذها غير محتاج إليها للبسه، فلذلك اشتعلت عليه نارًا، أو أخذها محتاجًا إليها، ثُمَّ أمسكها بعد القسمة وبعد الرُّجوع إلى بلاد المسلمين (١٠).


(١) هذه المسألةُ مقتبسة من المنتقي: ٣/ ٢٠١.
(٢) في حديث الموطَّأ (١٣٢١) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٤٢٩) وقال ابن عبد البرّ في التمهد: ٢٣/ ٤٢٩ "هذا الحديث لا أعلمه في حفظي أنّه رُويَ مُسْنَدًا بوجه من الوجوه، والله أعلم" وقال محمّد الطّاهر بن عاشور فى كشف المغطّى: ٢٢٠ "هذا الحديث ممّا انفرد به مالك - رحمه الله - من بين أهل الصّحيح، وهو من غرو الموطَّأ، وهو مرسل".
(٣) انظر: الاقتضاب لليفرني: ٣٥ / ب [٢/ ٢٨]، ومشكلات الموطَّأ لمجهول:٥٥/ أ - ب [١٢٧].
(٤) في حديث الموطَّأ السابق ذِكرُهُ.
(٥) وهو الّذي جزم به ابن عبد البرّ في الاستذكار: ١٤/ ١٩٦.
(٦) النمل:٨٠.
(٧) ويرى البوني فى نفسير الموطَّأ: ٦٨/ ب أنّ النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم" أراد بذلك العقوبة، كأنّهم كالأموات الذين قد يُئِسَ منهم". ويرى القنازعي في تفسير الموطَّأ: الورقة ٢١٨ "أنّهم صاروا بذلك كالموتى الذين يُصَلَّى عليهم ويدعى لهم، وهذا كله يدلُّ على تعظيم أمر الغلول".
(٨) هذه المسألة مقتبسة من المنتقي: ٣/ ٢٠٣.
(٩) في حديث الموطَّأ (١٣٢٢) رواية يحيى.
(١٠) يقول البوني في تفسير الموطَّأ: ٦٨/ ب "يحتمل أنّ يكون الرَّجل أخذ الشّراك وهو غير محتاج =

<<  <  ج: ص:  >  >>