للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسناد:

قال القاضي - رضي الله عنه -: هذا حديثٌ مسندٌ صحيحٌ، خَرَّجَهُ الأيمَّةُ: مسلم (١)، والبخاري (٢)، وغيرهما (٣).

وفيه فوائد:

الفائدةُ الأولى:

قد ذكر البخاريّ (٤) هذا الحديث مفسَّرًا بقوله في حديثه: "في نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، الأَجْرُ والغَنيمَةُ" هذا هو الخير الّذى ذكره في هذا الحديث (٥).

الفائدةُ الثّانية:

قال علماؤنا (٦): يخرج من هذا الحديث أنّ الجهادَ باقٍ إلى يوم القيامة مع كلِّ بَرٍّ وفاجرٍ. وتأويلُه عند علمائنا: أنّ المراد به خيل الغزو (٧) في سبيل الله (٨)، وأنّ الإسلام باق لا تذهب جملته حتّى لا يبقى مَنْ يجاهد عن الدِّين. ويدلُّ أيضًا أنّ أهلَ الكفرِ ومن يجاهد على الدِّين (٤) لا يخلو منهم وقت. هذا ظاهر اللّفظ إِلَّا أنّ يَرِدَ تخصيصه.

حديث مالكٍ (٩)، عن نافع، عن عبد الله بن عمر, أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - سابق بين


(١) الحديث (١٨٧١).
(٢) الحديث (٢٨٤٩).
(٣) كالأمام أحمد: ١/ ١١٢، وابن ماجه (٢٧٨٧)، والبيهقي: ٦/ ٣٢٩، وغيرهم.
(٤) الحديث (٢٨٥٢) عن عُروة البارقي.
(٥) استفاده المؤلِّف من البوني فى تفسره للموطَّأ: ٧٠/ أ.
(٦) المراد هو الإمام مروان بن علي البوني في تفسير الموطَّأ: ٧٠/ أ.
(٧) فى تفسير الموطَّأ: "الغزاة".
(٨) إلى هنا ينتهي النقل من البونى، والفقرة اللاحقة مقتبسة من المنتقى: ٣/ ٢١٥.
(٩) في الموطَّأ (١٣٤٢) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (٩٠٢)، والقعنبي عند أبي داود (٢٥٦٨)، والشّافعيّ في السنن: ٢/ ٤٤٤، والتنيسي عند البخاريّ (٤٢٠)، وابن القاسم عند =

<<  <  ج: ص:  >  >>