للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - "الواضحة في السنن والفقه" لعبد الملك بن حبيب السُّلَميّ، (ت.٢٣٨ هـ)

ثانية الأمّهات والدَّواوين، وقد اعتنى بها مالكية الأندلس بخاصَّة، فهي إحدى المفاخر عند التّفاخر، وفيها يقول ابن حزم الأندلسي: "وألِّفتْ عندنا تآليف في غاية الحسْن، لنا [أي معشر أهل الأندلس]، في بعضها ... ومنها في الفقه الواضحة" (١)، وظلَّت "الواضحة" مرجعًا فقهيًا لا يُنافس في الأندلس، حتَّى غلب عليها بعد حين من الدَّهر، ضاع أغلبها فيما ضاع من عيون إرثنا الإِسلامي، وبقيت منها أجزاء في الوضوء بخزانة القَرَويِّين تحت رقم: ٨٠٩، استفدنا منها في قراءة النَّصِّ وتحريره، كما وصلتنا قطع مختلفة محفوظة بمكتبة رقادة في القيروان بتونس، تحتوي على شذرات من صلاة السَّفَر، ومناسك الحجّ، والشّهادات، ونشر بعضها أحد المستشرقين الأعاجم بألمانيا (٢).

وقد أكثر المؤلِّف من الرُّجوع لهذا الكتاب في كثير من المواضع، بواسطة الباجي في المنتقى (٣).


(١) عن نفح الطيب: ٤/ ١٦١ - ١٦٤، يقول ابن حزم في "رسالة في فضل الأندلس وذكر رجالها": ١٨١ (ومنها في الفقه الواضحة، والمالكيون لا تمانع بينهم في فضلها، واستحسانهم إياها). [ط. رسائل ابن حزم الأندلسي، تحقيق: إحسان عباس. بيروت ١٩٨١ م]
(٢) انظر دراسات في مصادر الفقه المالكي: ٥٠ - ٥١. ولا يستغرب في تونس أن تُفَتَّحَ أبواب المكتبات المتخضصة للمستشرقين الأعاجم، وتوصد بالأقف الَّذي وجه أبناء العروبة والإِسلام، وإلى الله المشتكى.
(٣) انظر المسالك: ٢/ ٤٧، ٧٩. ٤/ ٣١٣. ٥/ ٢١٤، ٢٢٥، ٤٠٩. ٦/ ٦١، ٨٠، ٣٠٩. ٧/ ١٢٨، ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>