للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسألة الثّانية (١):

إذا ثبت ذلك، فالذي يُستعمَل من التّسمية، قال ابن المَوَّاز: يُستعمل بسم الله والله أكبر (٢).

وقال ابنُ حبيب. ولو قال بسم الله ويقطع، والله أكبر, أو لا إله إِلَّا الله، أو سبحان الله، أو لا حول ولا قوة إِلَّا باللهِ، من غير تسمية أجزأه، ولكن ما عليه النَّاس أفضل: بسم الله والله أكبر.

ووجه ذلك: أنّ هذا ذكر الله تعالى.

وقال مالك في "العُتْبِيّة" (٣): وإن زاد ذابحُ الأُضْحِيَّة: رَبَّنَا تقبَّل مِنَّا إنَّك أنتَ السَّمِيعُ العلّيم، فهو حَسَنٌ، وكره العلماء أنّ يقال: اللهُمَّ منكَ وإليك، وشدّد الكراهية فيه العلماء (٥) وقالوا (٦): إنّما يقالُ ذلك إذا أعتق.

المسألة الثّالثة (٤):

وقوله - صلّى الله عليه وسلم -: "سَمُّوا الله ثُمَّ كُلُوا" يحتمِل أنّ يريدَ عند الأكل؛ لأنْ ذلك ممّا يَقِىَ عليهم من التَّكليفِ. وأمّا التّسمية على ذبح توَلَّاهُ غيرهم من غير علمهم (٧)، فلا تكليفَ عليهم فيه، وإنّما يُحمَل على الصِّحَّة حتّى يتبيَّن خلافها.

ويحتمل أنّ يريدَ: سَمُّوا الله فتستبيحوا أكل ما لم تعرفوا أَذُكِرَ اسمُ اللهِ عليه أم


(١) هذه المسألة مقتبسة من المنتقى: ٣/ ١٠٥.
(٢) ذكره ابن أبي زيد في النوادر والزيادات: ٤/ ٣٦٠ وهو الّذي اختاره في الرسالة: ١٨٥.
(٣) ٣/ ٢٨٠ في سماع ابن القاسم، من كتاب أوّله: باع غلامًا.
(٤) هذه المسألة مقتبسة من المنتقى: ٣/ ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>