للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نكتةٌ (١):

قال علماؤُنا: ويدخل في لعنِ النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - بائعَ الخمرِ، مَنْ باع عِنَبًا ممّن يعملُ منه خمرًا، ويَعلَمُ أنّه يَعصرُهُ خمرًا ما لم يكن ذِمِّيًّا، فإنْ كان ذِمِّيًّا؛ فإن العلّماءَ اختلفوا فيه لاختلافهم في مخاطبتهم بتحريم الخّمْرِ.

وفي مسائل المساقاة من "المدوّنة" (٢): "ولا بأس بمُساقاةِ الذِّميِّ في الكَرم إذا أَمِنتَ أنّ يَعصرُهُ خمرًا، ولو لم تكن عنده مُحرَّمةً عليهم ما مَنَعَهُ من مُساقاته.

نكتةٌ (٣):

كان النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلم - قد نهَى عن الانْتِباذِ في بعض الظُّروف الّتي يُسرعُ إليها الإِسكارُ، ثمّ نُسِخَ ذلك (٤) فأجازَ الانتباذَ في كلِّ إناءٍ: "ولا تَشرَبُوا مُسْكِرًا" (٥)، وهذا نصٌّ على أبي حنيفة، وما تعلَّق به علماؤُنا من الحديثِ أَنَّ مَا أَسكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ" (٦) ليس بصحيحٍ، فليُترَك وَليُعَوَّل على ما سبق من الدَّلائلِ، والحمد لله.


(١) انظرها في القبس:٢/ ٦٥٤.
(٢) ٤/ ١١.
(٣) انظرها في القبس: ٢/ ٦٥٤.
(٤) انظر الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار: ١٨٢ - ٢٨٤.
(٥) أخرجه مسلم (٩٧٧) من حديث ابن بُرَيدَة عن أبيه.
(٦) أخرجه أحمد: ٣/ ٣٤٣ وأبو داود (٣٦٨١ ع)، والترمذي (١٨٦٣) وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث جاب ر،، وابن ماجه (٣٣٩٣)، والطحاوي في شرح معاني الآثار: ٤/ ٤١٧، وابن حبّان (٨٢٥٣)، قال ابن حجر في تلخيص الحبير: ٤/ ٧٣ "رجاله ثقات".

<<  <  ج: ص:  >  >>