للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك التّفاضل؛ لأنّ ذلك ذهب وصياغة بذهب، وليس كذلك المراطلة فإن الصِّياغة لم تثبت في ذِمَّتِهِ، فلا تأثير لها.

الرّابعة (١):

قولُه (٢): "الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ" يريدُ إِيجاب التَّساوي، ولا تجور فيه زيادةٌ.

وبدل الدّنانير والدّراهم بمثلها، يكون ذلك على وجهين: وزنًا وعددًا.

فأمّا الوزنُ، فلا يجوزُ فيه إِلَّا التّساوي، ولا تجوزُ فيه زيادةٌ على وَجهِ مَعرُوفٍ.

وأمّا المبادلةُ بالعدَدِ، فإنّه يجوزُ ذلك، وإن كان بعضها أَوزَن من بعضٍ عَلَى وَجْهِ المَعرُوفِ، وليس ذلك في التّفاضل؛ لأنّهما لم يُبْنَيَا على الوزن، ولهذا النّوع تقديران: الوَزن والعَدَد، وإن كان الوَزن أحقّ إِلَّا أنّ العَدَد معروفٌ، فإذا عمل على العدد، جوّز يسير الزّيادة على وَجْهِ المَعْرُوفِ.

الخامسة (٣):

قولُه: "الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ، وَالدِّرهَمُ بالدِّرهَمِ، لَا فَضلَ بَينَهُمَا" يحتملُ معنيين:

أحدُهما: أنّ الاسمَ لهذا المقدار (٤)، مَصُوغًا كان أو غيره، فيكون عامًّا.

والثّاني: أنّ يكون اسمًا للمضروب دون غيره، ولكنّه قاسَ المَصُوغَ عليه، على ما قدّمناه.

وقولُه: "الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ" فإنّه يقتضي ثلاثة أشياء:

١ - المبايعةُ.


(١) هذه المسألة مقتبسة من المنتقى: ٤/ ٢٥٩ مع تصرُّف يسير.
(٢) أي قوله - صلّى الله عليه وسلم - حديث الموطَّأ (١٨٤٤) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (٢٥٣٧)، وسويد (٢٣٢)، ومحمد بن الحسن (٨١٦)، وابن القاسم (١٩٢)، والقعنبي عند الجوهري (٦٣٥)، والشّافعيّ في الرسالة (٧٥٩)، وعبد الرّحمن بن مهدي عند أحمد: ٢/ ٤٨٥، وابن وهب عند مسلم (١٥٨٨)، وقتيبة بن سعيد عند النسائي في الكبرى (٦١٦١).
(٣) هذه المسألة مقتبسة من المنتقى: ٤/ ٢٦٠.
(٤) من ذهب ووَرِقٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>