للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال له: فإن اسَتَويَا، فماذا يكون الحُكمُ؟

فقد قال ابنُ القاسم وغيرُه من العلماء: إذا ألحقَتِ القافَةُ الولدَ بهما كان ابنًا لهما.

وقال بعضُهُم: يُوالِي من شاء.

قال ابنُ القاسم وغيرُه: يكون ابنًا لهما ولا يكونُ له الاختيارُ. وقد رُوِيَ عن مالكٍ أنّه قال: إنَّ القافَةَ لا تكون في بغايا الجاهليّة، وإنّما تكونُ في أولاد الرَّشْدَةِ. وهذا خلافُ حديثِ عمرَ الّذي أدخل، والصّحيح أنّها تجري فيهم؛ لأنّه إذا جَازَ استلحاقُهم بالدَّعوَى، فكلُّ نَسَبٍ يلحَقُ بالدَّعوَى والفراشِ تدخلُه القَافَةُ.

حديث سلمان بن يَسارٍ (١)؛ أَنَّ عُمَرَ بن الخَطَّاب كانَ يُلِيطُ أَوْلَادَ الجَاهِلِيَّةِ بِمَنِ ادَّعاهُم في الإِسلَامِ، فَأَتَى رَجُلَانِ كِلَاهُما يَدَّعِي وَلَدَ امرَأَةٍ، فَدَعا عُمَرُ قائِفًا، فَنَظَرَ إِلَيهِمَا، فَقالَ القَائِفُ: لَقَدِ اشتَرَكَا فِيهِ، فَضَربَهُ عُمَرُ بِالدِّرَّةِ، ثُمَّ دَعَا المَرأَةَ، فَقالَ: أَخبِرِينِي خَبَرَكِ، فَقالَت: كانَ الماءُ لأَحَدِ الرَّجُلَينِ، وَهِيَ في إِبِلٍ لأَهلِها، فَلا يُفَارِقُها ... الحديث.

العربيّة (٢):

قولُه: "يُلِيطُ" يعني: يُلحقهم بمن ادَّعاهُم ويُلصقُهم به. والكلمةُ مشتقَّةً من الشّيء المليط بالشّيء، يعني الملتصق به.

وقال في "الغريب": كان يُليط أولاد الجاهلية بالآباء في الزِّنا (٣). يُلِيطُ -بضم الياء وكسر اللّام -أي: يلحق ويلصق. تقول العرب: الولد أَليَط، أي ألصق بالرَّجُل.


(١) في الموطَّأ (٢١٥٩) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (٢٨٨٩)، وسويد (٢٧٧)، وابن بكير عند البيهقي: ١٠/ ٢٦٣.
(٢) الفقرة الأولى من كلامه في العربيّة مقتبسة من تفسير الموطَّأ للبوني: ١٠٢/ ب، والبونيُّ نفسه نقلها عن ابن حبيب في تفسير غريب الموطَّأ: الورقة ١٠٦ - ١٠٧ [٢/ ١٢].
(٣) انظر الاقتضاب في شرح غريب الموطَّأ: ٧٩/ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>