للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جبريل عن ربِّ العالمين، وكذلك قال الله تعالى للنّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} (١) الآية.

الصّورةُ الثّانيةُ: هي القراءةُ على الشّيخ (٢)

وهي التي ثبتت عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في قوله: "الَرِبَاطُ يَوْمِ في سَبِيلِ الله" (٣) الحديث (٤). وله نظائر كثيرة، ولا خلافَ فيه.

الصّورةُ الثّالثةُ: سماعُه منه لما يعرض ويقرأ عليه

كما فعل أنس في قصَّة ضِمَام (٥)، وكما فعلَ جميعُ الصّحابةِ.

الصّورةُ الرّابعةُ: وهي المناولةُ

وهي ثلاثة أنواع:

- إمّا أن تكونَ من يَدِ الشّيخِ كفاحًا (٦)، كما فعلَ النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مع عبد الله بن جَحْش (٧).

- وإمّا أن تكونَ بواسطةٍ، كما ثبتَ عنه صلى الله عليه حين أرسلَ إلى كِسْرَى (٨) وقَيْصَر وغيرهما على الخصوص.


(١) القيامة: ١٨.
(٢) سَوَّى المؤلِّف في العارضة: ١٣/ ٣٠٨ بين هذه الصورة والتي قبلها، فقال: "لا فرق بين أن تسمع من الشيخ، أو يسمع وأنت تقرأ، كان جبريل ينزل على النبي -عليه السلام-[بالوحي]، ثم يلقيه عليه السلام إلى الصحابة فيسمعون ويحفظون"، وانظر الإلماع للقاضي عياض: ٧٠.
(٣) أخرجه ابن ماجه (٢٧٦٨) من حديث أبي بن كعب، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة: ٣/ ١٥٦ "هذا إسناد ضعيف، لضعف محمَّد بنيعلى وشيخه عمر بن صبيح".
(٤) لا ندري وجه الاستدلال بهذا الحديث، والصواب هو ما استدل به المؤلِّف في العارضة: ١٣/ ٣٠٩ حيث قال: "وقد قال النبي -عليه السلام- لأبيّ بن كعب: إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن" والحديث أخرجه البخاري (٣٨٠٩)، ومسلم (٧٩٩) عن أنس بن مالك
(٥) أخرجها البخاري (٦٣)، ومسلم (١٢).
(٦) أي لقاءًا ومواجهة.
(٧) أخرجه النسائي في الكبرى (٨٨٠٣) من حديث جندب بن عبد الله.
(٨) أخرجه البخاري (٢٩٣٩) من حديث عبد الله بن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>