للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاسم (١): يُحَدُّ، إِلَّا أنّ يكون في آبائه من هو كذلك، يريد في قوله: يا ابن كذا، فإنّه يُنَكَّل.

وقال أشهب: لا يُحَدُّ إذا حلف أنَّه لم يُرِدْ في قوله نَفْيًا. ولو قال يا ابن الحفاظ أو الحانك أو الحَجَّام، ففرَّقَ ابن القاسم وابن وهب؛ أنّه إن كان عربيًّا حُدَّ، إِلَّا أنّ يكون ذلك في آبائه من هو كذلك.

وقال أشهب: هما سواء ولا حَدَّ عليه، ويحلف ما أراد نَفْيًّا.

فرع:

ومن قال لآخر: يا مُخَنَّث، لزمه الحدّ والأدب، ومن قال لرجل: يا حمار، فقد اختلف فيه:

فقيل: عليه الأدب.

وقيل: التّعزير (٢).

نكتةٌ لغوية:

التّعزير عندنا: ما لا يبلغ الحدّ.

وقال بعض أهل اللُّغة: العزر في اللُّغةِ معناه: المنع والردّ عن الشّيء، فقولك: عزرت فلانًا إذا أدَّبته، معناه أنَّكَ فعلت به ما يردّه عن القبيح ويمنعه منه، ومنه قوله: {وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ} الآية (٣) يريد: رددتم عنهم.

قال أبو عبيد (٤): التّعزير: أَصْلُه التّاديب، وقد يكون التّعزير في مواضع أُخر تعظيم الرَّجل، ومنه قوله تعالى: {وتعزروه وتوقروه} الآية (٥).


(١) في المدوّنة: ٤/ ٣٩٦ في فيمن قال لرجل يا يهودي أو يا مجوسي أو يا نصراني.
(٢) يقول ابن القاسم في المدوّنة: ٤/ ٣٩١ فيمن قال له رجل: يا شارب الخّمْرِ أو يا حمار "ينكله على قَدْر ما يرى الإمام في رأي، وقد سمعتُ ذلك من مالك في قوله: يا حمار".
(٣) المائدة: ١٢.
(٤) في غريب الحديث: ٤/ ٢٢ - ٢٣.
(٥) الفتح: ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>