للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه فوائد:

الأولى (١):

قيل: إنّها اشتكت مولاة ابن عمر إليه ضيق حَالِهَا في معيشتها، وعرضت له بالمسألة رجاءَ رِفْدِهِ، فَكَرِهَ أنّ يفتخر عند جُلَسَائِه بالقيامِ بها، فذكرَ لها عن النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم - ما ذَكَرَهُ، وفهِمَت عنه فقعدت، والله أعلم.

الفائدةُ الثّانية (٢):

قوله - صلّى الله عليه وسلم -: "لَا يَصبِرُ عَلَى لأوَائِهَا وَشِدَّتِهَا" الحديث.

قال علماؤنا (٣): خرجَ هذا المعنى على فقراءِ المهاجرين الذين كانوا يلزمون رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - على شبعِ بطونهم، وعلى أقلّ من الشبعِ، ومعلومٌ أنّ من أقام معه -عليه السّلام- حتّى يظهر أمرُ الله جديرٌ بأن ينالَ شفاعَتَهُ وشَهَادَتَهُ له يوم القيامة، بمؤازرته والرِّضا بالدُّونِ من العيش لصحبته.

وللمدينة بهذا الحديث وما كان مثله فضلٌ عظيم، ولا خلاف بين العلماء المتقدِّمين والمتأخِّرين في فضلها، وأنّها أفضلُ البقاعِ وجميع ما على الأرض، إِلَّا مكّة، فإنّ جماهير العلماء والحُذَّاق منهم من أهل النَّظَرِ والتّحقيقِ؛ أنّ مكّة أفضل بقاع الله، وهو الصّحيح من القول.

حديث مالك (٤) عن مُحَمَّد بنِ المُنكدِر، عَنْ جَابِرِ بنِ عبْدِ الله؛ أنّ أَعرَابِيًا بَايَعَ


(١) هذه الفائدةُ مقتبسة من الاستذكار: ٢٦/ ١٩.
(٢) هذه الفائدةُ مقتبسة من الاستذكار: ٢٦/ ١٩ ما عدا السَّطر الأخير فهو من إضافات المؤلِّف.
(٣) المقصود هو الإمام ابن عبد البرّ.
(٤) في الموطَّأ (٢٥٩٣) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٨٤٨)، وسويد بن سعيد (٦٣٣)، وابن القاسم (٨٥)، ومحمد بن الحسن (٨٩١)، والقعبي عند الجوهري (٢٣٤)، وإسماعيل بن أبي أويس عند البخاريّ (٧٣٢٢)، وعبد الله بنيوسف التنيسي عند البخاريّ (٧٢١١)، ويحيى بن بحيى النيسابوري عند مسلم (١٣٨٣) وابن وهب عند الطحاوي في شرح مشكل الآثار (١٧٣٠)، وابن مهدي عند أحمد: ٣/ ٢٠٦، وقتيبة بن سعيد، ومعن بن عيسى عند التّرمذيّ أيضًا (٣٩٢٠)، وابن بكير عن الفسوي في المعرفة والتاريخ: ١/ ٣٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>