للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَسُولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - على الإسلَامِ، فَأَصَابَ الأَعْرَابِيَّ وَعْكٌ بِالمَدِينَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَقِلنِي بَيعَتِي فَأَبَى. ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أَقِلنِي بَيعَتِي فَأَبِى فخَرَجَ الأَعْرَابِيُّ، فَقَال رَسُولُ الله - صلّى الله عليه وسلم -: "إِنَّ المَدِينَةَ كَالكِيرِ تَنفِي خَبَثَهَا وَينصَعُ طِيبُهَا".

الإسناد:

قال الإمام: الحديثُ صحيحٌ.

الفائدةُ الأولى (١):

وهذا الأعرابيُّ كانت بيعتُهُ لرسول الله - صلّى الله عليه وسلم - والهجرة لوَطَنِهِ والمقام مَعَهُ، وهذا نوعٌ من البيعات الّتي كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يأخذُها على النَّاس، وكان على النَّاس في ذلك الوقت فرضًا إذا أسلموا أنّ ينتقلوا إلى المدينة إذ لم يكن للإسلام في ذلك الوقت دارٌ غيرها، ويقيموا معه ليصرفهم فيما يحتاج إليه من غزو الكفار وحفظ المدينة ممّن أراد بهم سوءًا، إلى غير ذلك من المعاني.

تنبيه (٢):

وهذا الأعرابيُّ كان ممّن بايع رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - على المُقَامِ بالمدينةِ، فلمّا لحِقَه من الوَعكِ ما لَحِقَه، أراد الخروجَ عنها إلى وطنه، ولم يكن - والله أعلمُ- ممّن رسَخَ الإِسلامُ والإيمانُ في قلبه، بل كان من الذين قال الله فيهم: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ} (٣).

الفائدةُ الثّانية (٤):

قولُه: "إِنَّ الْمَدِينَةَ كَالْكِيرِ تَنْفِي خَبَثَهَا" فلا خَبَثَ أكثرُ دناءةً ممّن رغِبَ بنفسه عن


(١) هذه الفائدةُ مقتبسة من الاستذكار: ٢٦/ ٢٠ - ٢١.
(٢) هذا التنبيه مقتبس من الاستذكار: ٢٦/ ٢٢.
(٣) التوبة: ٩٧.
(٤) هذه الفائدةُ مقتبسة من الاستذكار: ٢٦/ ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>