للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التنبيه عليه (١):

قال علماؤنا (٢): وهذا عندنا مقصورٌ على حياة رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -؛ فإنّ الله كان يُعَوِّضُ رسولَهُ أمرءًا خيرًا ممّن يرغب عنه، وأمّا بعد وفاته، فقد خرج منها من لم يعوّضها الله خيرًا منه من الصّحابة، فهو مقصورٌ على حياة رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -. وممّا يقوِّي هذا قولُ عمر: لَا هِجرَةَ إِلَينَا بَعْدَ النَّبيِّ -عليه السّلام- (٣).

حديث سُفيَانَ بنِ أَبِي زُهيرٍ (٤)؛ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعتُ رسُولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول: "تُفْتَحُ اليَمَنُ فَيَأتِي بِقَومٍ يَبِسُّونَ، فَيَتَحَمِّلُونَ بِأَهلِيهِم وَمَن أَطَاعَهُم، وَالمَدِينَةُ خَيرٌ لَهُم لَو كَانُوا يَعلَمُونَ" الحديث.

عربيّة (٥):

أمّا قوله في هذا الحديث: "يَبِسُّونَ" فاختلفت الرِّواية في ضبطه، فَرُوِيَ بفتح الياء وكسر الباء وبضمّها أيضًا، وهذه رواية ابن القاسم، وابن بُكَير، ويحيى من رواة "الموطَّأ".

ثمّ اختلفوا في تفسيره، فقال ابن القاسم عن مالك: يَبسُّون يدعون (٦). وقال ابن بُكَيرٍ (٧):


(١) هذا التنبيه مقتبس من الاستذكار: ٢٦/ ٢٦.
(٢) المقصود هو الإمام ابن عبد البرّ.
(٣) أخرجه النسائي في الكبرى (٧٧٩٤) بلفظ: " ... بعد وفاة رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - " كما أخرجه المزي في تهذيب الكمال: ٧/ ٣٥٤ في ترجمة نعيم بن دجاجة، بلفظ: "لا هجرةَ بعد رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -". وانظر التمهيد: ٢٢/ ٢٨٠.
(٤) في الموطَّأ (١٥٩٦) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٨٥١)، وسويد بن سعيد (٦٣٥)، والقعنبي عند الجوهري (٧٧٣)، وإسحاق بن عيسى الطباع عند أحمد: ٥/ ٢٢٠، وعبد الله بن يوسف التنيسي عند البخاريّ (١٨٧٥)، ومَعْن بن عيسى عند النسائي في الكبرى (٤٢٦٣)، وابن وهب عند الطحاوي في شرح شكل الآثار (١١١٢).
(٥) كلامه في العربيّة مقتبس من الاستذكار: ٢٦/ ٢٧ - ٢٨، وهو الفائدةُ الأولى.
(٦) أورده الجوهري في مند الموطَّأ: ٥٧٨.
(٧) انظر رواية ابن بُكَير في التمهيد: ٢٢/ ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>