للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث مالك (١)، عن ابن حِمَاسٍ، عن عَمِّه، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "لَتُترَكَنَّ المَدِينَةُ عَلَى أَحسنِ مَا كَانَت، حَتَّى يَدخُلَ الكَلبُ أَوِ الذِّئبُ فَيُغَذِّى عَلَى سَوَارِي المسجِدِ، أَؤ عَلَى المِنبَرِ" فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، وَلِمَنْ تَكُونُ الثِّمَارُ ذَلِكَ الزَّمَانُ؟ فَقَالَ: "لِلعَوَافِي، الطَّيرِ وَالسِّبَاعِ".

الإسناد (٢):

قال الإمام: الحديث صحيح.

واختلف جماعةُ الرواةِ عن مالك في اسم ابن حِمَاسٍ هذا.

فقيل: يوسف بن يونس (٣).

وقيل: يونس بن يوسف (٤).

وقيل: إنَّ يوسف بنَ يوسف غيرُ ابنِ حماسٍ هذا.

وقد روى هذا الحديث جماعةٌ عن مالك عن ابن حِمَاسٍ هكذا غير منسوبٍ ولا مُمَيِّزِ كما رواه يحيى (٥). وليس هذا الإسناد عندهم بالبيِّن، ولم يحتجّ به مالك في حكم دمٍ ولا فَرْجٍ ولا


(١) في الموطَّأ (٢٥٩٧) رواية يحيى، ورواه عن مالك: أبو مصعب (١٨٥٢)، وسويد بن سعيد (٦٣٦)، وابن القاسم (٥١٣)، وإسماعيل بن أبي أويس عند البخاريّ في التاريخ الكبير ٨/ ٣٧٤، وسعيد بن أبي مريم وابن بُكَير عند الجوهري (٨٣١)، والقعنبي عند الحاكم: ٤/ ٤٢٦، ومُطرِّف ويحيى بن يحيى النيسابوري عند الخطيب في موضّح أوهام الجمع والتفريق ١/ ٣٠٠ - ٣٠١.
(٢) كلامه في الإسناد مقتى من الاستذكار: ٢٦/ ٢٩.
(٣) قاله البخاريّ في تاريخه الكبير: ٨/ ٣٧٤ وصححه، ومسلم في المفردات والوحدان: (٢٣٢)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: ٩/ ٢٣٥ ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وابن حبّان في مشاهير علماء الامصار: ١/ ١٣٥، والثقات: ٧/ ٦٣٣، وانظر تعجبل المنفعة: ٢/ ٣٨٩ (التّرجمة ٣٨٩).
(٤) ذكره البخاريّ في التاريخ الكبير: ٨/ ٤٠٤، وابن حبّان في الثقات: ٧/ ٦٤٨ وانظر: تهذيب الكمال: ٨/ ٢٢٣. يقول الخطيب في الموضح لأوهام الجمع والتفريق: ١/ ٣٠٢ "واتفق كافة أصحاب مالك على روايته عنه عن يونس بن يوسف".
(٥) يقول ابن عبد البرّ في التمهيد: ٢٢/ ١٢٢ ورواية يحيى في ذلك حسنة؛ لأنّه سَلِمَ من التّخليط =

<<  <  ج: ص:  >  >>