للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأولى (١):

في هذا الحديث فضلٌ كثيرٌ للمدينة، إذ لا يدخلها الدَّجَّالُ وهو رأسُ كلِّ فتنةٍ، وقد رُويَ عن النّبيِّ -عليه السّلام-: أنَّ الدَّجَّالَ لَا يَدخُلُ مَكَّة وَلَا المَدِينَةَ (٢).

الثّانية (٣):

قد روي عن جابر بن عبد الله أنّه قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "يخرجُ الدَّجَّالُ في خَققَةٍ من الدَّينِ (٤)، وإِدْبَارٍ من العِلْمِ، لَهُ أَرْبعونَ ليلةً يَسِيحُهَا في الأرضِ، اليومُ منها كالسُّنَّةِ، واليومُ منها كالشَّهرِ، واليومُ منها كالجُمُعةِ، ثمّ سائرُ أيَّامِهِ كأيّامكُم هذه، وله حمارٌ يركَبهُ، عرضُ ما بين أُذُنَيه أربعون ذراعًا، فيقولُ للناسِ: أنا رَبَّكُم، وهو أعورُ، وإنَّ رَبَّكُم ليس بأعورٍ، مكتوبٌ بين عَينَيْهِ: كافر، يقرأُه كُلُّ مؤمنٍ كَاتِبٍ وغير كاتِبٍ، يَرِدُ كُلَّ ماءٍ ومَنهَلٍ إلَّا المدينةَ ومكّةَ حَرَّمَهُمَا الله عليه، وقامت الملائكةُ بأبوابِها" (٥) وذِكرُ الحديثِ (٦). بطُولِهِ يأتي إنَّ شاء الله، بيانُه في بابهِ من هذا الكتاب.


(١) هذه الفائدةُ مقتبسة من الاستذكار: ٢٦/ ٥٥، وانظر التمهيد: ١٦/ ١٨٠.
(٢) رواه أحمد: ٦/ ٢٤١، والنسائي في الكبرى (٤٢٥٧)، وأبو يعلى في معجمه (٧٥) كلهم من طريق داود بن أبي هند، عن عامر الشّعبيّ، عن عائشة به. وفي إسناده مقال. انظر تخريجه في كتاب الأحاديث الواردة في فضل المدينة: ١٥٦ - ١٥٨.
(٣) هذه الفائدةُ مقتبسة من الاصتذكار: ٢٦/ ٥٥ - ٥٦.
(٤) "أي في اضطراب منه واختلات من أهله، ومنه خَفَقان جناح الطّائر وخفقان القلب ونحوهما" قاله الخطابي في غريب الحديث: ٢/ ٥٠٠، وانظر: النهاية لابن الأثير: ٢/ ٥٥.
(٥) رواه أحمد: ٣/ ٣٦٧، [قال الهيثمي في مجمع الزّوائد: ٧/ ٣٤٣: رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصّحيح] والحاكم: ٤/ ٥٣٠، وابن عبد البرّ في الاستذكار: ٢٦/ ٥٥ - ٥٦؛ والتمهيد: ١٦/ ١٨٠ - ١٨١، كلهم من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن جابر، به. وانظر كتاب الأحاديث الواردة في فضل المدينة: ١٢٩ - ١٣٠.
(٦) الّذي في المصادر: "وذكر- بصيغة الماضي- الحديث" وهو الصّواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>