للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرادَ كتابِ الله تعالى، إذا أشكلَ ظاهِرُهُ بيَّنَتِ السُّنَّةُ عن بَاطِنِهِ وعن مراد الله منه. والجدالُ فيما تعتقدُهُ الأفئدةُ من الضَّلَالِ.

حديث طاوُس اليمانيّ (١)؛ أَنهُ قَالَ: أَذرَكتُ نَاسًا من أَصحَابِ رَسُولِ الله - صلّى الله عليه وسلم - يَقُولُونَ: كُلُّ شَيءٍ بِقدَرٍ.

قال طاوُوسٌ: وسمعتُ ابن عمر يقولُ: قال رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم -: "كُلُّ شَيءٍ بِقضَاءٍ وَقدَرٍ، حَتَّى العَجزِ وَالكَيْسِ، أَوِ الكَيْسِ وَالعَجزِ".

وهكذا (٢) رواهُ يحيى على الشَّكِّ في تقديم أحد اللّفظين، وتابعه ابن بُكَيْرٍ وأَبُو مُصعَبٍ (٣). ورواه القَعنَبِيُّ (٤) وابنُ وهبٍ (٥) فلم يزيدا على قول طاووسٍ شيئًا.

الإسناد:

قال أبو عمر (٦): "أكثرُ رُوَاةِ "الموطَّأ" يروونه كما رواه يحيى، وهو الصّحيح".

الأصول (٧):

قال الله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (٤٩)} (٨) وقال عزّ من قائل {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (٩) فليس لأحدٍ مشيئة أنّ تَنفُذ إِلّا أنّ تتقدّمها مشيئةُ الله، وإنّما يجري


(١) في الموطَّأ (٢٦١٩) رواية يحيى، ورواه عن مالك: سويد (٦٤٨)، وابن القاسم (١٨٧)، وإسحاق بن
عيسى الطباع عند أحمد: ٢/ ١١٠، وعبد الأعلي بن حماد، وقتيبة بن سعيد عند مسلم (٢٦٥٥)،
والفريابي في القدر (٢٩٩)، وإسماعيل بن أبي أُوَيس عند البخاريّ في خلق أفعال العباد: ٢٥،
ومعن عند الفريابي في القدر (٣٠١).
(٢) هذه الفقرة مقتبسة من الاستذكار: ٢٦/ ٩٩.
(٣) في روايته للموطَّأ (١٨٨٠)، ومن طريقه الجوهري في مسند الموطَّأ (٣٧٠)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٧٣).
(٤) كما عند الجوهري في مسند الموطَّأ (٣٧٠).
(٥) انظر مسند الموطَّأ: ٣٣٦.
(٦) في الاستذكار: ٢٦/ ٩٩ - ١٠٠، وانظر التمهيد: ٦/ ٦٢.
(٧) كلامه في الأصول مقتبس من الاستذكار: ٢٦/ ١٠٠ - ١٠١.
(٨) القمر: ٤٩.
(٩) التكوير: ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>