للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَلبِ ابنِ آدَمَ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُم من ذَلِكَ شَيئًا فَليُلصِق خَدَّهُ بِالأَرْضِ" (١) وكأنّ هذا إشارة إلى السّجود، وتمكُّنِ أَعَزِّ الأعضاءِ من أذلِّ التُّرابِ والمواضعِ، لتستشعر النّفسُ الذُّلَّ.

وغضب عمر بن الخطّاب يومًا، فدعا بماءٍ فاستنشق، وقال: إنَّ الغضب من الشَّيطان وهذا يُذهِبُ الغضبَ.

وقال بعضهم (٢): إذا غضبتَ فانظُر إلى السَّماء فوقك وإلى الأرض تحتك، ثمّ عَظِّم خالقهما.

قال الله العظيم: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} الآية (٣).

فذكر ذلك في معرض المدح.

وقال -عليه السّلام-: "مَنْ كفَّ غضبه كفَّ الله عنه عذابه، وَمَنِ اعتَذَرَ إِلَى رَبِّهِ قبِلَ الله عذره، ومن خزن لسانه ستر الله عورته" (٤).

وقال -عليه السّلام-: "ما جرع عبد بأعظم أجرًا من جرعة غيظ كظمها ابتغاء وجه الله" (٥).

وقال -عليه السّلام-: "إنَّ لجهنم بابًا لا يدخلها إِلَّا من شفى غيظه بمعصية الله" (٦).


= ٣/ ١١٠ (١٤٣١)، والطبراني في الكبير: ١٧/ ١٦٧ (٤٤٣)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٣٥٨٣) كلهم من حديث أبي وائل.
(١) أخرجه ضمن حديث طويل: الحميدي (٧٥٢)، وأحمد: ٣/ ٧، ١٩، ٦١، ٧٠، وعبد بن حميد (٨٦٤)، والترمذي (٢١٩٢) وقال: "وهذا حديث حسن" وتعقبه بشار عواد معروف بقوله: "وإنّما حسّنه لأحاديث الباب، وإلّا فإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان"، كما أخرجه ابن ماجه (٢٨٧٣، ٤٠٠٠، ٤٠٠٧)، وأبو يَعْلَى (١١٠١، ١٢١٢، ١٢١٣، ١٢٤٥)، والبيهقي: ١٠/ ٢٣٧.
(٢) القائل هو والد عروة بن محمّد، ينصح ابنه لما استعمل على اليمن.
(٣) آل عمران: ١٣٤.
(٤) أخرجه أبو يعلى (٤٣٣٨) من حديث انس بن مالك، قال الهيثمي في المجمع: ١٠/ ٢٩٢ "وفيه الربيع بن سليمان الأزدي وهو ضعيف"، وأخرجه أيضًا البيهقي في الشعب (٨٣١١) بإسناد ضعيف، كما نصّ على ذلك العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: ٣/ ١٧٥، كما أخرجه الدولابي في الكنى: ٢/ ٤٤، وأورده الألباني في الضعيفة (١٩١٦).
(٥) أورده السبكي في الأحاديث الّتي لا أصل لها في كتاب الإحياء: ٣٦١.
(٦) أورده الطرابلسي في الكشف الإلهي: ٧٢٢، والسيوطي في الجامع الصغير (٧٣٥٤) وعزاه إلى الحكيم التّرمذيّ، وتعقبه المناوي في فيض القدير: ٥/ ٢٩٣ بقوله: "ظاهر صنيع المصنَّف =

<<  <  ج: ص:  >  >>