للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأصول (١):

فيه ثلاثة أقوال:

١ - أحدها: أنّها حكايته حالٍ وقضيّة عين اختصت بكافرٍ واحدٍ، على ما جاء في حديث أم أيمن، أو بكفّارٍ ثلاثة أحدهم: الجهجاه (٢)، والثّاني: نضلة بن عمرو (٣)، والثّالث: حُمَيلٌ بن بَصرةَ (٤).

٢ - وقيل: إنَّ ذلك عبارة عن رغبة الكافر وحرصه على الأكل والجمع؛ لأنّه لا يعلم المقصود من الدّنيا، ولا المطلوب من الغذاء، فإذا آمنَ وعلِمَ قَدرَ ما خُلِقَ له، قصر شهوته وحذف مساحةً كثيرةً من بطنه.

الثّالث: قالت الصّوفية: المؤمّن يأكل في مِعىً واحد وهو التَّقَوِّي على عبادةِ الله، والأخذ بمقدار الحاجة بما يديم حال البدن على الاستواء والصحَّة، والكافر يأكل بسبعة أوجُهٍ، ضرب لكلِّ وجهٍ منها مثلًا بالمِعَى، حتّى صارت سبعة أمعاء:

الأوّل: أنَّه يأكل عادة.

الثّاني: أنَّه يزيد رغبة، بأن يرى أنّ اللّقمة في بطنه خير من عشرة في جيبه.

٣ - ثمّ يسمع وصف الطّعام بأُذُنِهِ فيجد له شهوة.

٤ - ثمّ يراه فيجد له أخرى.

٥ - أو يشتم ذلك أيضًا.

٦ - * فإن ذاقه زاد التجدُّد.

٧ - وقد تتجدد له شهوة باللَّمس إذا وجده لَيِّنًا *.


(١) انظر كلامه في الأصول في القبس: ٣/ ١١١٢ - ١١١٣.
(٢) القائلون بأنّه الجهجاه هم الأكثر، كما نصّ على ذلك ابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة: ١/ ٢٢٨، واستدل على ذلك بالحديث الّذي خرجناه سابقًا، وقد أسنده من طريق ابن أبي شيبة.
(٣) حكاه ابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة: ١/ ٢٣٠، مستدلًا بحديث مُسْنَدٍ.
(٤) حكاه ابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة: ١/ ٢٣١ واستدل بحديث مُسْنَدٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>