للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خبر آخر: وَرُوِّينَا أنّ عيسى عليه السّلام قال له الحواريّون: يا عيسى، ما تأكلُ؟ قال: خبزَ الشَّعيرِ، قالوا: وما تَلْبَسُ؟ قال: الصُّوفَ، قالوا: وما تفترِشُ؟ قال: الأرضَ، قالوا: كلّ هذا شديدٌ قال: لن تنالوا ملكوتَ السّمواتِ والأرضِ حتّى تُصِيبوا هذا على لَذَّةٍ، أو على شهوةٍ (١).

خبر آخر: روى الحسن البصري، قال: جاء رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - إلى أهل الصُّفَّةِ، فقال: كيف أصبحتم؟ قالوا: بخير، فقال رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم -: أنتمُ اليوم خيرٌ، أم إذا غُدِيَ على أحَدِكُم بجَفْنَةٍ وَرِيحَ عليه بأُخْرى، وستَرَ أحدُكم بَيْتَهُ كما تُسْتَرُ الكعبةُ؟ قالوا: يا رسول الله: نصيبُ ذلك ونحن على ديننا؟ قال: نعم، قالوا: فنحن يومئذٍ خير، نتصدَّقُ ونَعْتِقُ، فقال رسول الله: لا، بل أنتم اليومَ خيرٌ، إنّكم إذا أصبتم ذلك تحاسَدْتُم وتباغضتم وتقاطعتم (٢).

خبر آخر: من الدّليل على أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - كان يَصُدُّ أصحابَهُ وَيرْدَعُهُم عن خواطرِ حُبِّ الدُّنيا، وما يعْرِضُ في القلوب من تَمَنِّيها، وُيزَهِّدُهُم فيها، ما ثَبَتَ عنه أنّه سأَلَتْهُ ابنتُه فاطمةُ رضي الله عنها خادمًا تَخْدُمُها، ممّا أفاءَ الله عليه، تَصُونُها عن الطّحين ومؤنةِ البيت، فقال لها: "ألَّا أدُلُّكِ على ما هو خيرٌ لكِ من ذلك، تسبِّحينَ الله دُبُرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ، وتحمَدِيه ثلاثًا وثلاثين، وتُهَلِّليه أربعًا وثلاثين" (٣).

خبر آخر: ومثلُ ذلك حديثُ عقْبَةَ بنِ عامرٍ، قال: خرج علينا رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - ونحن في الصُّفَّةِ، فقال: "أيُّكُم يُحِبُّ أنّ يَغْدُوَ إلى بُطْحَانَ أو العَقِيقِ، فيأتيَ منه بناقَتَيْنِ


(١) أخرجه ابن أبي شيبة (٣١٨٨١) عن عباد بن العوام، عن العلّاء بن المسيَّب، عن رجل حدّثه، قال: قال الحواريون ...
وانظر الأثر (٣٤٢٢٩).
(٢) أخرجه هناد بن السّري في الزهد: ٢/ ٣٩٠ (٧٦٠) عن أبي معاوية، عن الأعمش، وهشام، عن الحسن، وأخرجه أبو نعيم في الحلية: ١/ ٣٤٠ من طريق هناد، وفيه الأعمش وهو مُدَلِّس، وقد عنعن. كما أورده السخاوي في رجحان الكفّة: ١٢٠.
(٣) أخرجه البخاريّ (٥٣٦٢)، ومسلم (٢٧٢٨) مع اختلاف في اللّفظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>