للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "من النَّعيمِ الّذي تسألون عنه" النّعيم عبارة في اللّغة عن الزّيادة كيف ما تصرّفت (١).

وقوله: "واستعذب لهم ماءً" يريد: اختاره عَذْبًا وعلّقه في نخله ليبرد، وهذا كلّه يدلُّ على جواز إصلاح الطّعام والشّراب، والمبالغة في تطييبه بإتحاف الضّيف والصّديق بأفضل ما يجده منه، كما أخبر عن إبراهيم أنّه راغ إلى أهله فجاء بعجلٍ سمينٍ (٢).

وقوله (٣): "نَكِّبْ عن ذات الدَّرِّ" يريد: ذات اللّبنِ، والدَّرُّ اللَّبَنُ، وهذا على سبيل النُّصْحِ له والتّوفير عليه، مع أنّ غيرَها ممّا لا منفعةَ فيها تقومُ مقامَها في صلاح تَطْيِيبِ طعامِهِم، وتَبْقَي منفعةُ هذه، فاحتاط عليه.

الفوائد المطلقة:

فيه أربع فوائد:

الفائدةُ الأولى (٤):

هذا الحديث أدخله مالك بلاغًا، وهو صحيحُ السَّنَدِ كما بينّاه وأسندناه، وكان مقصودُه فيه أنّ يُبَيِّن معيشةَ النّبيِّ وأصحابِه؛ فإنّهم كانوا إذا وجدوا شبعوا، وإذا فَقَدُوا صَبَرُوا، إذا رأوا ذا الحاجة عادُوا عليه بما في أيديهم حتّى يعودوا مِثلَهُم، وهذا أمرٌ لا طاقة لأحدٍ به، وأنت ترى المحتاجين إلى الغذاء العُراة من اللّباس، وبأيدي الخَلْقِ من الأموال ما لو أخرَجُوا منها ما لا يُحسُّ به، لَأغْنَى الخَلْق عن ذلك، ولكنّ الله قبضَ


(١) انظر قانون التّأويل: ٣٣٧ - ٣٣٨.
(٢) الشرح السابق اقتبسه المؤلّف من المنتقى: ٧/ ٢٤٧.
(٣) الشرح التالي مقتبس من المنتقى: ٧/ ٢٤٧.
(٤) انظرها في القبس: ٣/ ١١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>