كتاب المسالك في شرح موطأ مالك

كتاب الجامع - ما جاء في لبس الخاتم - ج: 7 - ص: 426

الحديث الثّالث: حديث علىِّ (١)، قال: "نهاني النّبىُّ عن التَّخَتُّمِ بالذَهبِ، وعن لباس القَسِّىِّ، وعن القراءةِ في الرّكوعِ والسّجودِ، وعن لباس المُعَصْفَرِ" حديث حسن صحيح.

الحديث الرّابع: رُوِيَ أنّه جاء إلى رسولِ الله رجلٌ وعليه خاتَمٌ من شَبَهٍ (٢)، يعني من صُفْرٍ، فقال له النبيُّ عليه السّلام: "إنّي لأجدُ منك ريح الأصنام". وجاء إليه آخرُ وعليه خاتَمٌ من حديدٍ، فقال له: "اطرح عنك حِلْيَةَ أهلِ النّار" وجاءَهُ آخر وعليه خاتَمٌ من ذهبٍ، فقال له: "اطرح عنك حِلْيَةَ أهلِ الجنّة في الدُّنيا" (٣).

وقد رُوِيَ أنّه كان للنّبىِّ - صلّى الله عليه وسلم - خاتمٌ من حديد وقد لوّي عليه بفضّة (٤).

الخامس: ورُوِيَ عن ابن مسعود، قال: كان رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - يكْرَهُ عَشْرَ خصالٍ، أو قال: عَشْرَ خلالٍ من البدعةِ، كما كان يحبُّ عشرَ خلالٍ من الفطرة، قال ابن مسعود: الصّفرةَ - يعني الخَلُوق (٥)، وتغيير الشَّيب، وجرَّ الإزار، والتَّخَتُّمَ بالذَّهب، والتَّبرُّجَ بالزِّينة لغير محلِّها، والضّربَ بالكِعَاب، والرُّقَى إلّا بالمعوِّذات، وعقدَ التّمائم، وعَزْلَ الماء عن الجارية، وفسادَ الصَّبِىِّ - يعني الغِيْلَة - (٦).

السّادس: قال علىٌّ رضي الله عنه: "نهى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أنّ يتختّم في هذه وهذه،

---

(١) الّذي رواه التّرمذي (١٧٣٧)، وهو في صحيح مسلم (٢٠٧٨).
(٢) هو النحاس الأصفر.
(٣) رواه التّرمذي (١٧٨٥) وقال: هذا حديثٌ غريب، وهر عند أحمد: ٣/ ٣٥٩، وأبي داود (٤٢٢٠)، والنسائي: ٨/ ١٧٢، وابن حبّان (٥٤٨٨).
(٤) رواه أبو داود (٤٢٢١)، والنّسائي: ٨/ ١٧٥ من حديث إياس بن الحارث بن المعيقيب. قال ابن رجب في كتاب أحكام الخواتم: ٣٩ "إياس لم يرو عنه إلّا نوح بن ربيعة".
(٥) هو ضربٌ من الطِّيب أعظم أجزائه من الزّعفران.
(٦) أخرجه أحمد: ١/ ٣٨٠ - ٣٩٧، وأبو داود (٤٢١٩)، والنسائي: ٨/ ١٤١، وفي الكبرى (٩٣٦٣، ١٤١٠٩، ١٩٣٨٧)، والحاكم: ٤/ ١٩٥، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" كلهم من رواية عبد الرّحمن بن حرملة عن ابن مسعود. قال ابن حجر في الفتح: ١٠/ ١٩٥ "عبد الرّحمن بن حرملة قال البخاريّ: لا يصح حديثه، وقال الطّبريّ: لا يحتج بهذا الخبر لجهالة راويه". وانظر العلّل لابن المديني: ٩٨.