للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني الوُسْطَى والسَّبَّابَة" (١) فتأَوَّلَهُ التّرمذيّ (٢) على أنّه يكره التختّم في الأصبعين (٣)، وليس كذلك، وإنّما المعنى فيه - والله أعلم - إلّا يَتَشَبَّهَ الرّجالُ بالنِّساءِ بالتَّخَتُّم في الأصابع كلِّها.

وقد صحَّ أنّ النّبىَّ - صلّى الله عليه وسلم - تختَّمَ في يمينه (٤) وفي يساره (٥)، واستقرَّ الحالُ على أنّ التّختُّمَ في اليسار، وهو زينةٌ مرخَّصٌ فيها لجميع الأُمَّةِ، وليس لها عندي معنى، بل هي ثقل لليد وشغل للبال.

السّابع: عن أنس، أنّ النّبيَّ - صلّى الله عليه وسلم - اتَّخَذَ خاتمًا من ذهبٍ ثمّ نَبَذَهُ، واتّخذَ خاتَمًا من وَرِقٍ نَقَشَ فيه: محمَّدٌ رسولُ الله، فكان في يَد أبي بكرٍ، ثمّ في يدِ عمرَ، ثمّ سقطَ من يد عثمان في بئر أَرِيسٍ (٦) بعد أنّ أقام في يد عثمان ستّ سنين (٧).

الحديث الثّامن: حديثٌ يُرْوَى عن أبي ريحانة؛ أنّه سمع النّبىَّ - صلّى الله عليه وسلم - (٨) "ينهى عن عشر خصالٍ: عن الوَشْمِ، وعن الوسم، والتَّختُّم لغير ذي سلطان" (٩) وهو حديثٌ


(١) أخرجه الحميدي (٥٢)، وابن أبي شيبة: ٨/ ٥٠٤، وأحمد: ١/ ٧٨، ١٠٩، ١٢٤، والترمذي (١٧٨٦) وقال: "هذا حديث حسن صحيح".
(٢) في جامعه: ٣/ ٣٨١.
(٣) وهو ما ضمّنه من ترجمة الباب.
(٤) أخرجه أبو داود (٤٢٢٦)، والترمذي (١٧٤٢) ونقل عن البخاريّ تحسينه، والمزي في تهذيب الكمال: ٤/ ٤٧٢ (ط. أولى).
(٥) كما ثبت في صحيح مسلم (٢٠٩٥) من حديث أنس.
(٦) انظر عنها معجم ما استعجم: ١/ ١٤٣ - ١٤٤، ومعجم البلدان لياقوت: ١/ ٢٩٨.
(٧) نقل المؤلِّف متن هذا الحديث من المنتقى: ٧/ ٢٥٤، ولم نجده بهذا اللّفظ من حديث أنس، وإنّما وجدنا نحوه عند النسائي: ٨/ ١٧٨، ومن الكبرى (٩٥٥٠) من حديث ابن عمر. وأقرب رواية إلى رواية المؤلِّف هي ما في طبقات ابن سعد: ١/ ٤٧٤ - ٤٧٧، وأصل حديث أنس هو في البخاريّ (٥٨٧٩)، وانظر أحكام الخواتم لابن رجب: ٤١.
(٨) من بداية حديث أبي ريحانة إلى هنا مقتبس من المنتقى: ٧/ ٢٥٤، وانظر الفقرة التالية في القبس: ٣/ ١١٢٢.
(٩) أخرجه أحمد: ٤/ ١٤٣، والنسائي: ٨/ ١٤٣، والطحاوي في شرح معاني الآثار: ٤/ ٢٦٥، والبيهقي في شعب الإيمان (٣٦٧٧)، وابن عبد البرّ في التمهيد: ١٧/ ١٠٢، وضعّفه. وقال القرطبي في جامعه: ١٠/ ٨٨ "لا حجة فيه لضعفه" وانظر فتح الباري: ١١/ ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>