للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عباده. وقال ابن عبّاس: يحبُّهُم ويحبِّبُهُم إلى النَّاس (١).

وقالوا (٢) في قوله: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي} (٣) أي: حبّبْتُكَ إلى عبادي (٤).

وإذا أَحبَّ الله العبدَ أَلقَى له مودَّةً في قلوبِ أهل السَّماء، ثمّ أَلقَى له مودَّةً في قلوب أهل الأرض (٥).

وقال كعب: ما استقرَّ لعبدٍ ثناءٌ في الأرض حتّى يستقرَّ له في السَّماءِ (٦).

وقال عبد الله بن مسعود: لا تَسأل أحدًا عن وُدِّهِ لك، وانظُر ما في نَفْسِكَ له، فإنّ في نفسه مِثل ذلك، إنَّ الأرواحَ جنودٌ مُجَنَّدَةٌ، فما تعارف منها ائتَلَفَ، وما تناكر منها اختلف (٧).

ورُويَ عن أبي الدّرداء؛ أنّه قال: إيّاكم ومن تبغضه قلوبُكُم. فأخذه منصور الفقيه فقال (٨):

شاهد ما في مضمري ........ من صِدْق وُدٍّ مضمرك


(١) أخرجه ابن أبي شيبة (٣٤٧٨٧)، وهناد بن السري في الزّهد (٤٧٨)، وانظر الدّرِّ المنثور: ٤/ ٢٨٧.
(٢) من هنا إلى آخر هذه الفائدة مقتبس من الاستذكار: ٢٧/ ١٠٩ - ١١٠.
(٣) طه: ٣٩.
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة (٣١٨٤٤) وذكره ابن عبد البرّ في التمهد: ٢١/ ٢٣٩.
(٥) قاله الرَّبيع بن أنس، نصّ على ذلك ابن عبد البرّ في التمهيد: ٢١/ ٢٣٩.
(٦) أخرجه ابن أبي شيبة (٣٥٢٩٤)، وذكره ابن عبد البرّ في التمهيد: ٢١/ ٢٣٩.
(٧) أخرجه البيهقي في الشعب (٩٠٤١)، وأورده ابن عبد البرّ في التمهيد: ٢١/ ٢٤٠، وروى الجملة الأخيرة منه الطبراني في الكبير (١٠٥٥٧، ٨٩١٢)، من حديث ابن مسعود موقوفًا، قال الهيثمي في المجمع: ٨/ ٨٧ "رواه الطبراني ورجاله رجال الصّحيح" ورواها أيضًا مسلم (٢٦٣٨) من حديث أبي هريرة، عن النّبيِّ - صلّى الله عليه وسلم -.
(٨) حول نسبة البيتين، يقول ابن عبد البرّ في الاستذكار: "وقيل: إنّها لداود بن منصور، وهي أصح والله أعلم".

<<  <  ج: ص:  >  >>