للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اعتراض (١):

فإن قيل: كيف يكونُ إدراكُه بصفته المعلومة حقيقَة، وهو قد أَرِمَ كما جاء في الحديث (٢)؟

قلنا عنه: قد قبل -وهو حقٌّ-: إنَّ الأنبياءَ لا تُغَيِّرُهم الأرضُ.

قإن قيل: فهل يَرُدُّ اللهُ الرُّوح فيراه قائمًا قاعدًا؟

قلنا: يكون إدراكُ الذَّاتِ حقيقة، وإدراك الصّفات إدراك المَثَل ليس لأعيأنّها، وهذا بابٌ تَغَاطَاهُ من لم يفهم صفاته فخلطَ فيه.

وقد جاء هذا الحديث على أربعة ألفاظ صِحَاحٍ:

الأوّل: "مَنْ رَآنِي فَقَد رَآنِي فإنّ الشيطان لَا يَتَمَثَّلُ بِي" (٣).

الثّاني: قوله: "من رَآنِي فَقَد رَأَى الحَقَّ" (٤).

الثّالث: "فَسَيَرَانِي فِي اليَقَظَةِ" (٥).

الرّابع: "لَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي اليَقَظَةِ" (٦).


(١) انظره في العارضة: ١٩/ ١٣٠ - ١٣١، وقد نقل بعضه ابن حجر في الفنح: ١٢/ ٣٨٤.
(٢) يقصد الحديث الّذي رواه ابن أبي شيبة (٨٦٩٧) من حديث أَوْس بن أوس، قال: قال رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم -: "إنَّ أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فاكثروا على من الصّلاة فيه، فإن صلاتكم معروضةٌ علىَّ" فقال رجل: يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أَرِمْتَ، يعني بليت؟ فقال: "إنَّ الله حرّم على الأرض أنّ تأكل أجساد الأنبياء " أخرجه الدارمي (١٥٧٢)، وأبو داود (١٠٤٧ م) وابن ماجه (١٠٨٥)، والنسائي في الكبرى (١٦٦٦)، والبيهقي: ٣/ ٢٤٨.
(٣) سبق تخريجه صفحة: ٥٠١، تعليق: ٣ من هذا المجلد.
(٤) أخرجه البخاريّ (٢٩٩٧) من حديث أبي سعبد الخُدرِيِّ.
(٥) أخرجه البخاريّ (٦٩٩٣) من حديث أبي هريرة.
(٦) أخرجه مسلم (٢٢٦٦) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>