للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكمل له السّلام؛ لأنّه لم يكمل صلاتَه (١).

والأصل في هذا الباب: قولُه تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} (٢).

الثّانية (٣):

لا يقل في أوّل السّلام: عليك السّلام، فقد رَوَى جابر بن سُلَيْم وغيره؛ أنّ رجلًا (٤) قال للنَّبىِّ - صلّى الله عليه وسلم -: عليك السّلام، فنهاه وقال: "إِنَّما هِيَ تَحِيَّة المَيِّت (٥) وأراد النّبيُّ -عليه السّلام- بذلك أنّها العادة في السّلام على الميِّت، فكرهها لأجل ذلك. قال الشاعر (٦):

عَلَيْكَ سَلَامُ اللهِ قيسَ بنَ عاصِمٍ ..... وَرَحمَتْهُ مَا شَاءَ أنّ يتَرَحَّمَا

وقالت الجِنُّ ترثي عمر (٧):

عَلَيكَ سلامٌ مِنْ أَمِيرٍ وبارَكَت ..... يَدُ اللهِ في ذَاكَ الأدِيمِ المُمَزَّقِ

إِلَّا أنّ يردّ السّلام فيقول: عليك السّلام، كذلك قالت عائشة لجبريل (٨)، وقالت الملائكةُ لَادم مثل ما قال لها: السّلام عليك ورحمة الله. خرّجه البخاريّ (٩) وغيره، وكلاهما عندي صحيحٌ.


(١) انظر العارضة: ٢/ ٩٨.
(٢) النِّساء: ٨٦.
(٣) انظرها في العارضة: ١٠/ ١٦٦ - ١٦٨.
(٤) الّذي وجدناه في المصادر الحديثية؛ أنّ هذا الرَّجل هو جابر بن سُليم نفسه.
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف: ٨/ ٦١٧، وأحمد: ٥/ ٦٣، وأبو داود (٤٠٧٥، ٤٠٨٤، ٥٢٠٩ م، والترمذي (٢٧٢٢) وقال: "هذا حديث حسنٌ صحيحٌ"، والنّسائي في اليوم واللّيلة (٣١٧، ٣١٨)، والطّبراني في الكبير (٦٣٨٤ - ٦٣٨٨)، والحاكم: ٤/ ١٨٦ بروايات مطوّلة ومختصرة.
(٦) هو عبدة بن الطِّيب، والببت في ديوانه الّذي جمعه بحيى الجبوري: ٨٧.
(٧) البيت للشمّاخ بن ضرار، وقد أورده صلاح الدِّين الهادي في ملحق ديوانه: ٤٤٨.
(٨) أخرجه البخاريّ (٦٢٤٩) عن أبي سَلَمَة بن عبد الرّحمن عن عائشة.
(٩) الحديث (٧٢٢٧) من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>