للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الأخفش (١): ظهور الجبال.

الثّانية:

قوله: "وَموَاقِعَ القَطرِ" يريد الأرض حيث يكون القَطر، فتخصب ويكثر فيها الماء.

الثّالثة (٢):

قوله: "يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ" قال الإمام: أمّا الفتنُ فكثيرةٌ في الأهل والمال والوَلَدِ، وما يلقاه المؤمنُ ممّن يحسده ويُؤذيه، حتّى يفتنه عن دينة، أو ممّن يراه فوقه في المال والجاه والحال، فتكون فتنة له.

الرّابعة (٣):

قال علماؤنا: في هذا الحديث دليلٌ على تغيّر الأزمنة، ودلالة على فضل العُزلة، وقد قال عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه -: اليَأسُ غِنىَ، والطَّمَعُ فَقرٌ حاضرٌ، وفي العزلة راحةٌ من خُلَطَاءِ السُّوء (٤).

وقال أبو الدّرداء: نِعمَ صومعةُ الرّجُلِ بَيتُه يكفُّ فيه بصره ونفسه، وإيّاكم والمجالس في الأسواق؛ فإنّها تُلغِي وتُلهِي (٥).

وإنّ قَومًا لَزِمُوا بيوتَهُم حين قُتِل عثمان، فلم يخرجوا منها حتّى لقوا الله تعالى (٦).


(١) في شرحه لغريب الموطَّأ: نسخة صائب بتركبا، غير مرقمّة.
(٢) هذه المسألة مقتبسة من الاستذكار: ٢٧/ ٢٠٦.
(٣) ما عدا الفقرة الأخيرة مقتبس من الاستذكار: ٢٧/ ٢٠٦ - ٢٠٧.
(٤) أخرج هذا الأثر وكيع في الزُّهد (٢٥١)، وابن عبد البرّ في التمهيد: ١٧/ ٤٤٢.
(٥) أخرجه وكيع في الزُّهد (٢٥١)، ومن طريقه: ابن أبي شيبة (٣٤٥٩٥)، وهناد بن السري في الزهد (١٢٣٥)، وابن أبي عاصم في الزهد: ١٣٥، وابن عبد البرّ في التمهيد: ١٧/ ٤٤١ - ٤٤٢.
(٦) هذا القول إشارة إلى الأثر الّذي رواه ابن عبد البرّ في التمهيد: ١٧/ ٤٤١ - ٤٤٢ بسنده عن ابن لهيعة، عن سيَّارِ بن عد الرّحمن، قال: قال لي بُكير بنُ الأَشَجَ: ما فعل خالُك؟ قلت: لَزِمَ البيتّ منذ كذا وكذا، فقال: ألَّا إنَّ رجالًا من أهل بدر لزموا بيوتهم بعد قتل عثمان، فلم يخرجوا إِلَّا إلى قبورهم. وانظر تفسير القرطبي: ١٠/ ٣٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>