للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله (١): "يا نساءَ المؤمنات" وأهلُ بلدنا يقرؤونه على الرَّفع على أنّه نداء مفردٌ مرفوعٌ، والمؤمناتُ نعتٌ؛ لأنّهم رأوا أنّ النِّساء أعمّ من المؤمنات، وقد قال الله تعالى: {عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} (٢) والبهيمة أعمّ من الأنعام.

وقوله: "ولو بِكُرَاعٍ مُحْرَقٍ" والكُراعُ من الإنسان والدّوابّ ومن المواشي: ما دُونَ الكَعْبِ (٣).

وقوله: "الصَّدَقَةُ تُطْفِىءُ غَضبَ الرَّبِّ" (٤) مسألة من الأصول (٥)، قد بيّنّا أن غضب الرَّبِّ على قسمين: إمّا أن يرجع إلى الإرادة للعقابِ، فذلك صفةٌ من صفاته وإمّا أن يرجع إلى الفعل (٦)، على ما بينّاه في "كتب الأصول".

حديث ابن عمر (٧)؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وهو على المِنبَرِ، وهو يَذْكُرُ الصّدقةَ والتًعَفُّف عن المسألةِ: "اليدُ العُليا خَيرٌ من اليد السُّفلَى، واليدُ العُليا هي المُنْفِقَةُ، والسُّفلَى هي السّائلةُ".


(١) هذه الفقرة مقتبسة من المنتقى: ٧/ ٣٢١.
(٢) الحجّ: ٣٤.
(٣) هو قول صاحب العين ١/ ١٩٩.
(٤) أخرجه الترمذي (٦٦٤)، وابن حبان (٣٣٠٩)، والبيهقي في الشعب (٣٣٥١)، والقضاعي في مسند شهاب (١٠٩٤)، وشرح السنة (١٦٣٤) كلهم من حديث أنس.
(٥) يقول الإِمام الترمذي في جامعه: ٢/ ٤٢ - ٤٣ "وقد قال غيرُ واحدٍ من أهل العلم في هذا الحديث وما يُشبِهُ هذا من الرِّوايات من الصفات ونزول الرَّبِّ تبارك وتعالى كلَّ ليلة إلى السماء الدُّنيا، قالوا: قد ثبتت الرِّوايات في هذا، وُيؤمَنُ بها ولا يُتَوَهَّمُ، ولا يقالُ: كيف؟ وهكذا رُوِيَ عن مالك، وسفيان بن عُيَيْنَة، وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمرُّوها بلا كَيفٍ، وهكذا قولُ أهل العلم من أهل السُّنَّة والجماعة".
(٦) "أي إلى العقاب فيسمّى به؟ لأنّه عنه صَدَرَ، فذلك هو الذي تطفئه الصّدقة كما يطفئ الماءُ النَّار". قاله في العارضة: ٣/ ١٦٨ قلنا: الصواب هو إثبات ما أثبته الله لنفسه على وجه الكمال، مع تنزيهه تعالى عن مشابهة المخلوقات.
(٧) في الموطأ (٢٨٥١) رواية يحيي، ورواه عن مالك: أبو مُصعب (٢١٠٨)، وسُوَيْد (٨٠٧)، والقعنبي كما في مسند الموطأ (٧١١)، وقتيبة بن سعيد عند ملم (١٠٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>