للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنّ شيبان روى الحديث عن يحيى بن أبي كثير ولم يدكر العمامة، وقد وقع في "مصنَّف عبد الرازق" (١)؛ أنّه - صلّى الله عليه وسلم - مسح على خُفَّيهِ ولم يذكر العمامة، وأبو سَلَمَة لم يسمع من عمرو وإنّما سمع من ابنه جعفر، فلا حُجَّة في هذا، وقد مضَى القولُ فيه.

تكملة (٢):

قوله (٣): "فَفَزعَ النَّاسُ" قال علماؤنا (٤): يحتملُ أنّ يكون فزعهم في حديث عبد الرَّحمن خِيفَةَ أنّ يكونوا لم يبالغوا في انتظاره.

وقوله (٥): "أَحسَنتُم" يحتمل أنّ يكون أراد أنّ يسكن ما بهم من الفزع.

والوجه الثّاني: يحتَمِلُ أنّ يكون تقديمُهم لعبد الرحمن أنّ أبا بكرٍ وعمر كانا غائبين مع النّبيِّ -صلّى الله عليه وسلم-، فقال لهم: أَحسَنتُم الّذي لم تؤخِّروا الوقتَ.

والوجه الثّالث - قال الأصيليُّ: إنّما كان ذلك لأنهم كانوا مشاة، فصلّى عبد الرحمن بأصحابه، فأتى النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - وهو يصلّي بالصَّحابة (٢).

والوجه الرّابع: قال جماعة أهل الحديث (٦): كان ذلك في غزوة فنزلوا متباعدين، فصلّى عبد الرحمن بمن كان معه، فَمَرَّ بهم النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم-، فلذلك فزعوا حين رَأَوا النّبيَّ -صلّى الله عليه وسلم-، وظنُّوا أنّ يكون أتاهم لأمر حَدَثَ، والله أعلم.

وقال بعضُ المحدِّثين: بل هو تصديق لقوله: " ما مات نبىٌّ قَطُّ حتّى أَمَّهُ رَجُلٌ من قومه" (٧) يحتمل أنّ يكون عبد الرحمن، ويحتمل أنّ يكون أبو بكر حين أمَّه في مرضه


(١) الحديث (٧٥٦) من حديث عمرو بن أميّة.
(٢) ما عدا الفقرة الأخيرة مقتبس من تفسير الموطَّأ للبوني: ٨/أ.
(٣) في حديث الموطَّأ (٧٩) رواية يحيى.
(٤) المقصود هو الإمام البوني.
(٥) أي قوله - صلّى الله عليه وسلم - في حديث الموطَّأ (٧٩) رواية يحيى.
(٦) حكاه البوني بصيغة: وقيل.
(٧) رواه البزّار في مسنده (٣)، والحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث (٩٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>