للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكملة:

قال الطُوسيِّ الأكبر (١): إنّما أمرَهُ بالوضوء عند النّوم؛ لأنّ الأرواح تصعد إلى الله عَزَّ وَجَلَّ، فإن الأرواح تُبعَثُ على ما فارقت الأجساد في دار الدُّنيا. وأنشدوا لبعض الصُّوفية في ذلك (٢):

هب الفؤادَ لذكْرِ اللهِ مفتاحًا ... واجعل لقَلبِكَ نورَ الذِّكرِ مِصْباحَا

فَللمُطِيعينَ أجسادٌ مضمَّنَةٌ ... على الطّهارةِ في التّركيبِ أرْوَاحَا

للهِ عبدٌ جَنَى ذنبًا فأَخزَنَهُ ... فَظلَّ حَيران يُذري الدَّمعَ سَفَّاحَا

مستغفرًا قَلِقَا مستيقظًا فَطِنًا ... كأَنَّ في قلبه للنُّور مِصْباحَا

يَا عينُ جُودِي كما جَادَت مَدَامِعُهُ ... فَرُبَّ دَمْعِ جَرَى لِلخَيرِ مِفتَاحَا

ورُبَّ عين رآها اللهُ بَاكِيَةَ ... من خَوفِهِ سَوفَ تَلقَى الرَّوْحَ وَالرَّاحَا

وأما قولُه: "اغسِل ذَكَرَكَ، ثُمَّ نَمْ" لم يمكنه القيام تلك اللَّيلة للعبادة، ولا قَرَبَتهُ الملائكة.


(١) هو أبو القاسم إسماعيل بن عبد الملك الطوسي (ت.٥٢٩) انظر أخباره في سير أعلام النبلاء:٢٠/ ٦
(٢) جل هذه الأبيات أوردها السّلفي في معجمه: ٢٦٥ وقال: أنشدني أبو محمد عبد الله بن القاسم بن عثمان المقرئ القيرواني بالشّغر، قال: أنشدني أبو المعالي الأديب قال: كان المؤدب محرز التونسىّ العبد الصالح كثيرًا ما ينشد هذه الأبيات ويبكي، وقيل إنها لأبي العتاهية.
قلنا: وأوردها كذلك ابن الجوزي في بستان الواعظين: ٢٠٠ مع اختلاف في الألفاظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>