للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلماء، وحَسْبُكَ حديث عمر (١)؛ فإنّه صلّى بجماعة من أصحابه صلاة الصُّبح، ثمّ غَدَا إلى أرضِهِ بِالجُرفِ، فَوَجَدَ في ثَوبِه احتلامًا، فَغَسَل واغتَسَلَ، فأعاد صلاته وَحْدَهُ ولم يأمرهم لإعادة، وهذا في جماعة، ولم يُنكره واحدٌ منهم. ورُوِيَ عنه (٢) أنّه أفتى بذلك.

المسألة الثّانية (٣):

اختلف مالكٌ والشّافعيّ - في المسألة بحَالها- في الإمام يتَمَادَى في صلاته ذاكرًا لِجَنَابَتِهِ، أو ذاكرًا أنّه على غير وُضوءٍ، أو ابتدأَ صلاته كذلك (٤)، قال مالكٌ (٥) وأصحابه (٦): إذا عَلِمَ أنّه على غير طهارةٍ، وتمادَى عامدًا، بَطَلَت صلاتُه وصلاتُهُم. وقال الشّافعيّ (٧): صلاةُ القوم جائزةٌ تامّةٌ، ولا إعادةَ عليهم إذا لم يعلموا حال إمامهم؛ لأنّهم لم يكلَّفُوا عِلْم الغَيْب، إذ قد صلَّوا خَلفَ رَجُلٍ طاهرٍ في علمِهم.

المسألة الثّالثة:

قول مالكٌ (٨) - فيمن رأى في ثوبه احتلامًا ولا يدري مَتَى كانَ، ولا يَذكُر شيئًا رآه في منامه-: إنّه يغتسل ويُعيدُ ما صلَّى من أَحدَثٍ نَوْمِهِ.

المسألة الرّابعة (٩):

في هذا الحديث إعادةُ الصّلاةِ وإن خرج الوقتُ إذا صلّاها وهو جُنُب. وقوله (١٠):"وأَنضِحُ" والنَّضحُ هاهنا: الرَّشُّ (١١)، وفعلُه استطابة للنَّفس، ومدافعة


(١) أخرجه بنحوه مالك في الموطَّأ (١٢٤) رواية يحيى.
(٢) أي عن ابن عمر.
(٣) هذه المسألة مقتبسة من التمهيد: ١/ ١٨٣.
(٤) في التمهيد بزيادة: "وهو مع ذلك معروف بالإِسلام".
(٥) في المدونة: ١/ ١٠١.
(٦) انظر اختلاف أقوال مالكٌ وأصحابه: ١٢٦.
(٧) في الأم: ٢/ ٢٩٥.
(٨) في الموطَّأ (١٢٦) رواية يحيي.
(٩) هذه المسألة مقتبسة من تفسير الموطَّأ للبوني: ١١/ ب.
(١٠) أي قول عمر بن الخطّاب في حديث الموطَّأ (١٢٥) رواية يحيى.
(١١) يقول المؤلِّف في العارضة: ١/ ١٧٦ "النَّضح بالحاء المهملة البلل، ومن اعتقد فيه أنّه الوضوء فقد وهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>