أن يصبر، كما قال الله - تعالى " فإن كرهتموهن فعسى أن تكوهواً شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ".
وأما كراهة البنات فلا شلك أنه من أمر الجاهلية وأن فيه نوعاً من التسخط من قضاء الله وقدره، والإنسان لا يدري فلعل البنت خير له من أولاد ذكور كثيرين، وكم من بنت صارت بركة على أبيها في حياته ومماته، وكم من أبن صار نقمة ومحنة على أبيه في حياته ولم ينفعه بعد مماته.
الشيخ ابن عثيمين
* * *
[التنبيه على مسائل في النكاح مخالفة للشرع]
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يطلع عليه المسلمين وفقني الله وإياهم لمعرفة الحق واتباعه آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فالداعي لهذا الكتاب هو التنبية على مسائل النكاح مخالفة للشرع قد وقع فيها كثير من الناس، منها نكاح الشغار، وهو أن يزوج الرجل ابنته أو أخته أو غيرهما ممن له الولاية عليه على أن يزوجه الآخر أو يزوج ابنه أو ابن أخيه ابنته أو أخته أو بنت أخيه أو نحو ذلك. وهذا العقد على هذا الوجه فاسد سواء ذكر فيه مهر أولا، لأن الرسول، - صلى الله عليه وسلم -، نهى عن ذلك وحذر منه، وقد قال الله - تعالى " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهو ". وفي الصحيحين عن ابن عمر أن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، نهى عن الشغار، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن الرسول، - صلى الله عليه وسلم -، نهى عن الشغار قال " والشغار أن يقول الرجل زوجني ابنتك وأزوجك ابنتي أو زوجني أختك أزوجك أختي". وقال عليه الصلاة والسلام " لا شغار في الإسلام ". فهذه الأحاديث الصحيحة تدل على تحريم نكاح الشغار وفساده وأنه مخالف لشرع الله، ولم يفرق النبي، - صلى الله عليه وسلم -، بين ما سمى فيه مهر وما لم يسم فيه شيء.
وأما ورد في حديث ابن عمر من تفسير الشغار بأن يزوج الرجل ابنته على أن يزوجه