للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك وإن كنت نوبت أن تأكلها وأهلك أو تدعو إليها جيرانك وأقاربك فلك ما نوبت ولا يلزم توزيعها بين الفقراء لقول النبي، - صلى الله عليه وسلم -، " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ". متفق على صحته، ونوصيك بعدم العودة إلى النذر لقول النبي، - صلى الله عليه وسلم -، " لا تنذروا فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئاً وإنما يستخرج به من البخيل ". متفق على صحته حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما.

الشيخ ابن باز

* * *

[النذر المعلق]

س - نذرت أن أصوم يوماً لأخي المريض وحالت ظروف بين ذلك حتى مات أخي، فهل أصوم هذا اليوم بعد موته؟ وهل أصومه يوماً أو يومين، ثم إني زرت قبر أخي الميت مرتين فهل يجيز لي الإسلام ذلك؟ وهل حقيقة أن الميت يشعر بزيارة الأحياء له؟

ج- إذا كان نذرك أن تصوم يوماً مشروطاً بأن يشفي الله مريضك ولكن هذا المريض توفي قبل هذا الشفاء فإنه لا يلزمك صومه، وهذا هو الظاهر من سؤال السائل.

ويجوز لك أن تزور قبر أخيك الميت مرة أو مرتين أو أكثر وليس معنى هذا أن تزوره دائماً لأن هذا ليس من المشروع، ولكن تزوره وتدعو الله له أحياناً.

وأما كونه يعرف من زاره فقد ورد عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، " أنا من رجل مسلم يسلم على أخيه الذي كان يعرفه في الدنيا إلا رد الله عليه روحه فرد عليه السلام ". وهذا الحديث صححه ابن عبد البر ونقله عنه ابن القيم في كتابه الروح وأقره.

ولكن يجب أن تعلم أن زيارة القبور لمصلحة الأموات واتعاط الأحياء وليس المقصود بها أن يدعو الإنسان هؤلاء الأموات، لأن دعاء غير الله شرك أكبر مخرج عن المللة.

وليس المراد بها أن يتحري الإنسان الدعاء عندها فإن الدعاء في المساجد أفضل من الدعاء هناك، بل إن قصد الدعاء عند القبور بدعة وقد يكون وسيلة إلى الشرك.

الشيخ ابن عثيمين

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>