وكان أحد الصحابة قد بعثه النبي، - صلى الله عليه وسلم -، في سرية فكان يقرأ القرآن لأصحابه ويختتم بسورة الاخلاص. فقال النبي، - صلى الله عليه وسلم -، {سلوه لأي شيء كان يصنع ذلك} فقال لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأها.
فقال النبي، - صلى الله عليه وسلم -، {أخبروه أن الله يحبه} . وثبت عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، {إن سورة الإخلاص تعادل ثلث القرآن} فإذا كان هذا السائل يجب قراءة سورة مريم لما فيه من القصص العظيمة النافعة ولما فيها من ذكر الجزاء في اليوم الآخر والانكار على من كذب بآيات الله وكفر بها وأعجب بما أعطاه الله من المال وما إلى ذلك من المعاني فإن هذا لا بأس به ولا حرج عليه.
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
المسر بالقرآن.. كالمسر بالصدقة
س - أنا والحمد لله أقرأ القرآن جيداً بدرجة أقرب إلى الحفظ ولكن مشكلتي إذا جهرت في القراءة بدون مصحف كثيراً ما أغلط فهل قراءتي إذا قرأت في السر على جرم أو ينقص ذلك من ثوابي؟
ج- السر أفضل كما أوضح الحديث الذي رواه جماعة بإسناد حسن عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، قال {المسر في القرآن كالمسر بالصدقة والجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة} .
هذا يدل على أن السر أفضل كما أن الصدقة في السر أفضل إلا إذا دعت الحاجة والمصلحة إلى الجهر كالامام الذي يصلي بالناس والخطيب الذي يخطب بالناس، فإذا كان السر أنفع لك فهو أفضل إلا إذا احتاج إليك إخوانك لتسمعهم فأسمعهم من المصحف حتى لا يصدر عنك خطأ أو يكون فيهم من يحفظ فيفتح عليك.